الجواب:
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله وصلى الله وسلم على رسول الله، وعلى آله وأصحابه، ومن اهتدى بهداه، أما بعد.
فوصيتي لك أن تتقي الله -عز وجل- وأن تراقبه سبحانه في جميع الأحوال، وأن تعلم أن الصلاة هي عمود الإسلام، وأنها الركن الثاني من أركانه، وأن تركها كفر بالله .
فالواجب عليك الحذر، وأن تسأل ربك الثبات والتوفيق للاستقامة، وأن تراقبه، وتستحضر أنك مسؤول، وأنك على خطر أن تموت في تلك الحالة التي تركت فيها الصلاة فتكون إلى النار، يقول النبي ﷺ: بين الرجل، وبين الكفر والشرك ترك الصلاة ويقول -عليه الصلاة والسلام-: العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة، فمن تركها؛ فقد كفر ويقول أيضًا -عليه الصلاة والسلام-: من حافظ عليها؛ كانت له نورًا، وبرهانًا، ونجاة يوم القيامة، ومن لم يحافظ عليها؛ لم يكن له نور، ولا برهان، ولا نجاة، وحشر يوم القيامة مع فرعون وهامان وقارون وأبي بن خلف يعني: إلى النار، وما ذاك -والله أعلم- إلا لأن التارك للصلاة إما أن يتركها من أجل الرياسة؛ فيحشر مع فرعون إلى النار؛ لأن فرعون شغلته الرياسة عن طاعة الله والرسول، وإما أن يتركها من أجل الوظيفة؛ فيحشر مع هامان وزير فرعون ؛ لأنه شغله عمله مع فرعون عن طاعة الله، وتصديق رسوله -عليه الصلاة والسلام- وإما أن يترك الصلاة من أجل المال والشهوات، فيكون شبيهًا بقارون الذي خسف الله به، وبداره الأرض، فيحشر معه إلى النار، وإما أن يدعها من أجل التجارة والبيع والشراء؛ فيكون شبيهًا بـأبي بن خلف تاجر أهل مكة الكافر؛ فيحشر معه إلى النار.
فالواجب على كل مسلم أن يتقي الله، وأن يراقب الله في كل أموره، وأن يجتهد في المحافظة على الصلوات في أوقاتها في الجماعة، فإن من حافظ عليها؛ فقد حفظ دينه، ومن ضيعها؛ فهو لما سواها أضيع، فاتق الله يا عادل، وسل ربك التوفيق، وحافظ عليها في أوقاتها في الجماعة، وتب إلى الله مما سلف توبة صادقة، ومن تاب تاب الله عليه. نسأل الله لك الصلاح والهداية، والتوفيق للتوبة النصوح.
المقدم: جزاكم الله خيرًا، وأحسن إليكم.
هل يأذن لي سماحة الشيخ أن نقف قليلًا عند هذه القضية؛ لأنها قضية -فيما أعتقد- أنها تهم كثيرًا من الشباب؟
الشيخ: نعم.
المقدم: بارك الله فيكم، ما بودي أن تتفضلوا أيضًا بمعالجته سماحته الشيخ ذلكم المؤثر على الشباب: من حيث الجلساء، من حيث القراءة، من حيث السفر -لو تكرمتم-؟
الشيخ: نعم، أوصي الشباب وغير الشباب أوصي الجميع بتقوى الله، وأن يحذروا أسباب التخلف عن طاعة الله، وعن الصلاة، وأن يحذروا صحبة الأشرار الذين يثبطون عن كل خير، وعن الصلاة، وأن يحذروا قراءة المجلات الضارة، والصحف الضارة، والكتب الضارة، وأن يعتنوا بالقرآن الكريم، فإن القرآن هو الشفاء من كل داء إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ [الإسراء:9] فأوصي الجميع بالعناية بالقرآن، والإكثار من تلاوته، وتدبر معانيه، فإن ذلك من أسباب صلاح القلوب، وصلاح الأعمال، مع دعاء الله، والضراعة إليه، وسؤاله الهداية والتوفيق، هذه وصيتي للجميع، نسأل الله للجميع الهداية والتوفيق.
المقدم: اللهم آمين. بارك الله فيكم، وجزاكم الله خيرًا، ماذا عن تأثير الأسفار سماحة الشيخ؟
الشيخ: أما السفر ففيه تفصيل: السفر فيه تفصيل: إن كان لديه حاجة إلى بلد مسلم؛ فلا بأس، قد سافر المسلمون، وسافر الصحابة، كونه يسافر للبيع والشراء في بلاد المسلمين لحاجات أخرى لا بأس، أما أن يسافر لبلاد الكفر؛ فهذا لا يجوز، يحذر! يجب الحذر من السفر إلى بلاد الكفر؛ لأن السفر إليها من أسباب الردة، ومن أسباب الوقوع في معاصي كثيرة، ومن أسباب قسوة القلوب والغفلة، ولهذا يقول النبي ﷺ: أنا بريء من كل مسلم يقيم بين المشركين ويروى عنه أنه قال: من جامع المشرك، وسكن معه؛ فهو مثله.
فالواجب الحذر من السفر إلى بلاد الشرك لما فيه من الخطر العظيم، إلا من كان عنده علم وبصيرة يسافر إلى الدعوة إلى الله، وتعليم الناس في وقت لا خطر فيه، وفي مكان لا خطر فيه؛ فهذا لا بأس به، ولكن الواجب الحذر، مهما كانت ... الواجب الحذر، نعم.
المقدم: بارك الله فيكم، قد يكون هناك أمور دنيوية يضطر الإنسان للسفر لبلاد الكفر من أجلها، فما هو توجيه سماحة الشيخ؟
الشيخ: التجارة لا يسافر لأجلها، يحذر! بالمكاتبة تأتيه التجارة من دون السفر.
أما المرض فهو محل نظر، إذا لم يتيسر علاجه في بلاد المسلمين، واضطر ضرورة لابد منها؛ فهذا قد يباح له مع الحذر، ومع صحبة الطيبين، كونه يصحب الناس الطيبين، ويحذر التجول، والذهاب إلى مخالطة المشركين، بل يقصد محل العلاج، ويلزم محل العلاج، ويحذر من الاختلاط الضار.
المقدم: من ابتلي بالسفر سماحة الشيخ والإقامة في بلاد ليست للمسلمين؟
الشيخ: الواجب الحذر إلا إذا اضطر إليه؛ فيقيم مع إخوانه المسلمين ... حول المراكز الإسلامية، والجمعيات الإسلامية؛ حتى يتعاون معهم على الخير. إذا اضطر إلى ذلك، وإذا كان في مكان سليم؛ فليلزمه.
المقدم: بارك الله فيكم، جزاكم الله خير الجزاء.