الجواب:
هذه الآية الكريمة وجه الله بها الصحابة أن يسألوا النبي ﷺ عن أشياء إن تبد لهم تسؤهم، قال: بل عليهم أن ينتظروا حتى ينزل القرآن، إلا إذا نزل بهم نازلة، أو أشكل عليهم شيء من أحكام الله يسألون، أما التعنت والسؤال عن أشياء ليس لهم بها حاجة، ولم تنزل عليهم، فهم نصحوا ألا يسألوا، ولكن يسأل الإنسان عما أهمه، وعما نزل به حتى يعرف الحق من الباطل، نعم.
المقدم: جزاكم الله خيرًا، وأحسن إليكم، سماحة الشيخ! الذين يصرفون معنى هذه الآية الكريمة إلى الفتوى هل هم على حق؟
الشيخ: لا ليس بصواب، الإنسان يسأل عما أشكل عليه، يجب عليه.. الله قال: فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ [النحل:43] لكن كونه يسأل عن أشياء لا دخل له فيها، أو يبحث عن عيوب الناس، وإن تبد له تسؤهم، هذا معروف، منهي عن هذا الشيء؛ لأن هذا قد يفضي إلى معرفة عورات الناس، وتتبع عوراتهم، وهذا لا يجوز، الرسول يقول: لا تتبع عورات أخيك ونهى عن اتباع العورات، وقال: إنك إن تتبع عورات المسلمين؛ تفسدهم.
فالحاصل أنه لا ينبغي للإنسان أن يتتبع عورات أخيه، بل يحذر السؤال عما ليس له فيه شأن: من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه فليس له أن يسأل عن أشياء قد تسؤه وتضره، كيف حال فلان من جهة كذا يسأل عن هل هو يتعاطى كذا الزنا؟ هل هو يتعاطى كذا؟ هل هو يتعاطى كذا؟ هل هو يشرب الخمر؟ ما دام ظاهره الخير؛ يترك، ولا يتعرض له، نعم.
المقصود التنقيب عن أحوال الناس؛ ليعرف عوراتهم، وهذا لا يجوز.
المقدم: جزاكم الله خيرًا، وأحسن إليكم.