كيفية دعوة غير المسلم إلى الإسلام

السؤال:

ننتقل بعد هذا إلى الجمهورية العربية السورية دمشق لنقرأ رسالة بتوقيع أحد الإخوة من هناك رمز إلى اسمه بالحروف (ع. ن. م) أخونا له قضيتان، بل ثلاث قضايا، يقول في القضية الأولى: إذا أردنا دعوة إنسان ما إلى الدين الإسلامي كيف نبدأ معه الدعوة، وما هي الخطوات الرئيسية حتى يستجيب هذا الإنسان ويدخل الدين الإسلامي الحنيف؟ جزاكم الله خيرًا.  

الجواب:

الخطوة الأولى: تبين فضل الإسلام، وأن الله بعث محمدًا ﷺ بدين الإسلام الذي بعث به الأنبياء الماضين والرسل كلهم، تبين له أن هذا هو دين الحق، وأن الله بعث محمدًا ﷺ بالحق، وأن على العاقل أن يجتهد في أسباب السلامة والحيطة لدينه حتى إذا مات مات على طريقة سليمة، وعلى دين مستقيم؛ فيفوز بالجنة والنجاة من النار، توضح، تشرح له الدين الإسلامي، وأنه طريق النجاة، وأنه الصراط المستقيم، وأن جميع الأديان الأخرى اليهودية والنصرانية كلها باطلة، وليس هناك دين حق إلا دين الإسلام، إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الإِسْلامُ [آل عمران:19] لكن بالأسلوب الحسن، باللطف، والكلام الطيب، وترغبه في ذلك، وتحرص على أنه بحمد الله ميسر، ليس فيه صعوبة، ولا آصار، ولا أغلال، بل أعمال صالحة ميسرة -بحمد الله- حتى يقبل منك إن شاء الله، ويدخل الإسلام.

أما إن كان مسلمًا، لكن عنده معاصي؛ تبين له شر المعاصي، وأخطارها، وأنها من أسباب قسوة القلب، وموت القلب، من أسباب غضب الله عليك، من أسباب أن تبقى عليها حتى تموت، تحذره من البقاء عليها، تحرضه على التوبة يعني: توصيه بالتوبة، والمسارعة إليها قبل أن يموت؛ لأن بقاءه على المعاصي من أسباب غضب الله، ومن أسباب سوء الخاتمة، ومن أسباب العذاب يوم القيامة، إلا من رحم الله. نعم.

المقدم: بارك الله فيكم، هذه هي الخطوة الأولى والثانية لو تكرمتم؟

الشيخ: يشرح له الإسلام إذا كان كافر يشرح له الإسلام هو كذا وكذا.

المقدم: يقول: إنه غير مسلم يريد ..

الشيخ: يشرح له الإسلام، الإسلام: أن تشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمدًا رسول الله، تبين له معنى شهادة: لا إله إلا الله وأن معناها: ألا يعبد إلا الله وحده، وأن لا يدعو معه لا صنمًا، ولا نبيًا، ولا قبرًا، ولا شجرًا، ولا حجرًا يخص العبادة بالله وحده، صلاته دعاءه ذبحه نذره صومه إلى غير ذلك.

وكذلك يشهد: أن محمدًا رسول الله، يعني: يشهد أن محمد بن عبدالله بن عبدالمطلب الهاشمي القرشي هو رسول الله حقًا بعثه الله إلى الناس عامة، وختم به الأنبياء، وأنزل شريعة كاملة، من تمسك بها؛ فله الجنة، ومن ضيعها وتركها؛ فله النار.

ويبين له بقية أركان الإسلام الصلاة والزكاة والصيام والحج وأركان الإيمان ويوصيه بأن يبادر إلى هذه الأشياء، ويستقيم على طاعة الله ورسوله، وإذا مات على هذا؛ فله الجنة.

المقدم: الله المستعان الخطوة الثالثة لو تكرمتم.

الشيخ: ..... كمال للثانية، يعني: يجتهد في توصيته بالأعمال الصالحات، والحرص على حفظ الوقت عن النقص عن الأشياء الذي لا نفع فيها، والحرص على عمارة الوقت بذكر الله، بالأعمال الصالحة بالتطوع، حتى تكون هذه الأعمال الصالحة جبرًا لما قد يقع من النقص في الفرائض، ومن أسباب علو الدرجات، وكثرة الحسنات، تكون أوقاتهم معمورة بالخيرات بالصلوات بالذكر قراءة القرآن صحبة الأخيار إلى غير ذلك، الدعوة إلى الله، الأمر بالمعروف النهي عن المنكر إلى غير هذا من وجوه الخير.

المقدم: جزاكم الله خيرًا، وأحسن إليكم، بعض الناس يستعجل في بعض الأمور سماحة الشيخ، فربما ذكروا مثلًا أمورًا ربما تكون فرعية، كالالتزام بالحجاب الكامل بالنسبة للنساء، وكالالتزام بإعفاء اللحية من أول وهلة، وما أشبه ذلك، هل لسماحتكم من كلمة حول هذا الموضوع؟

الشيخ: هذه فروع إذا فعلها؛ فلا بأس، وإن أخرها إلى وقت آخر؛ فلا بأس، المهم الأصول حتى يدخل في الإسلام، أما الفروع الأخرى حلق اللحية، أو قصها، وكذلك الحجاب، كذلك ما يتعلق بالختان، وما أشبه ذلك، هذه لو أجلت لئلا ينفر من الإسلام، يكون التعليم بأصول الإسلام ومبانيه العظام، فإذا دخل في الإسلام بعد ذلك يرغب في بقية أعمال الإسلام ويرغب أيضًا. 

المقدم: أحسن الله إليكم.. أحسن الله إليكم، وزادكم من توفيقه. 

فتاوى ذات صلة