بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه، أما بعد:
فقد سمعنا جميعًا هذه الندوة المباركة التي تولاها صاحبا الفضيلة: الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله بن محمد آل الشيخ، والشيخ محمد بن بكري السميري، ...
أما بعد: فقد سمعنا جميعًا هذه الندوة المباركة التي تولاها أصحاب الفضيلة: الشيخ فهد بن حمين، والشيخ عبدالرحمن بن براك، والشيخ صالح الأطرم، في موضوع عظيم الشأن في موضوع التوحيد وأقسامه وثمراته وفوائده وعظم شأنه، ولقد أجادوا وأفادوا وبسطوا الموضوع وبينوا ...
ثم شرع لك أخلاقًا في الإسلام عظيمة أخرى من الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسوله واليوم الآخر والقدر خيره وشره، وأن هذا خلق لا بد منه، لا بد من هذا الخلق الإيماني، لا بد من أن تستقيم عليه مؤمنًا بالله ربًا وخالقًا ومدبرًا ، ولا بد من الإيمان بملائكته ...
الإيمان بأفعاله عز وجل، وأنه الخلاق، وأنه الرزاق، وأنه مدبر الأمور ومصرفها، وأنه الضار النافع، المعطي المانع، المتصرف في هذا الكون، لا شريك له في ذلك، ولا مدبر للأمور سواه ، فهو رب الجميع وخالقهم، إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ ...
ومن ذلك ما سمعتم من العناية بالإيمان بالله وأسمائه وصفاته، وأن أسماءه كلها حسنى، وأن صفاته كلها علا، وأنه سبحانه موصوف بها على الوجه اللائق به جل وعلا، من غير تحريف، ولا تعطيل، ولا تكييف، ولا تمثيل، ولا زيادة، ولا نقصان، بل نمر آيات الصفات وأحاديثها ...
فلا سبيل إلى النجاة والسعادة والحفاظ على دينكم أيها المؤمنون إلا بإقبالك على كتاب الله القرآن العظيم تدبرًا، وتعقلًا، وإكثارًا من تلاوته، وعملًا بذلك، وعلى سنة رسول الله ﷺ من تدبر لها، والمذاكرة فيها، والعناية بها، وسؤال أهل العلم عما أشكل من ذلك ...
لكن هذا ما يكفي، ولهذا جعل قسمًا مستقلًا؛ لأن المشركين لما أقروه ما كفاهم حتى يعترفوا بأنه المستحق للعبادة حتى يخصوه بالعبادة بدعائهم وخوفهم ورجائهم وسجودهم وذبحهم ونذرهم وغير ذلك، يعني حتى يخصوا الله ربهم بعباداتهم لأنه خلقهم ليعبدوه وَمَا خَلَقْتُ ...
ومن ذلك ما سمعتم من توحيد الله بالعبادة وتخصيصه بالعبادة، وأن الواجب أن يخص بالعبادة دون كل ما سواه، وقد انحرف كثير من الناس وهم منتسبون للإسلام يدعون أنهم مسلمون، مع ذلك انحرفوا عن الطريق السوي في طاعة الله وعبادته، وصاروا يعبدون على القبور وأهل ...
وكان كل رسول يبعث إلى قومه وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ [النحل:36]، كل أمة يبعث إليها رسول يقول لهم: اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت، اعبدوا الله يعني بطاعة الأوامر التي جاء بها الرسول، ...
وأنواع التوحيد أنواع العقيدة بالنسبة إلى التوحيد تنقسم إلى ثلاثة أقسام -كما سمعتم في الندوة-، وجماعها الإيمان بأنه خالق كل شيء، وأنه الرزاق، وأنه ذو الأسماء الحسنى والصفات العلا، وأنه الواحد المستحق للعبادة جل وعلا لا يستحقها سواه، ولكن من باب الاستقراء ...
ولما بعث الله نبيه محمدًا عليه الصلاة والسلام إلى قومه وهم العرب ويتبعهم غيرهم من الأمم دعاهم إلى هذه الكلمة، قال: يا قوم قولوا: لا إله إلا الله تفلحوا، فأجاب إليها القليل، ودخلوا في دين الله واحدًا بعد واحد وجماعة بعد جماعة، وأباها الأكثرون واستنكروها ...
قال الحافظ ابن القيم رحمه الله تعالى: (الفصل الثامن والخمسون في الفأل والطيرة:
قال النبي ﷺ: لا عدوى ولا طيرة، وأصدقها الفأل، قيل: وما الفأل؟ قال: الكلمة الحسنة يسمعها الرجل، وكان النبيُّ ﷺ يُعجبه الفأل، كما كان في سفر الهجرة فلقيهم رجلٌ فقال: ما ...