خطر الابتعاث للخارج

السؤال:

كثير من أبنائنا الذين يبتعثون إلى الخارج يسكنون مع عوائل نصرانية؛ بحجة أنهم يكتسبون منهم اللغة الإنجليزية، ولكنهم في نفس الوقت يأكلون معهم لحم الخنزير، ويشربون معهم الخمور، ويرتكبون في بيوتهم الزنا، ويتركون الصلاة مدارة، ويعودون بعد ذلك صفر اليدين، لا صلاة، بل أعداء للدين، حربًا على الإسلام؛ فما هو موقف الحكومة، وعلمائها الأفاضل من هذا الخطر العظيم؟ 

الجواب:

هذا واقع من بعضهم، ولهذا العلماء ينصحون بعدم الابتعاث إلى الخارج، والدولة وعدت بعدم الابتعاث إلا للضرورة.

فالواجب أن يطبق هذا الأمر، وألا يبتعث إلا للضرورة في النوادر، والأشياء القصوى التي لا يوجد من يعلمها، ولا يبتعث إلا من هو معروف بالاستقامة، والدين، والعلم، والهدى، والصلاح على طريقة خاصة.

وهؤلاء الذين أشار إليهم السائل ينزلون عند الكفرة، ويشاركونهم في مآكلهم، ومشاربهم، هؤلاء لا شك أنهم خطر على المسلمين، وشرهم عظيم، وإذا رجعوا وتولوا مناصب صار بهم شر عظيم لا شك. 

فالواجب أن يمنع هؤلاء، وأن لا يختلطوا مع الكفرة، فإذا سافروا للتعلم وحدهم يكونون مراقبين، ويكونون على حدة، بعيدين عن مخالطة الكفرة، فيعلموا اللغة التي يريدونها بواسطة معلمين، لا بالنساء، والفتيات، والمفسدين في الأرض لا، الذي ذهب يتعلم يختلط بالمدرسين بمعلمين، ويأخذ عنهم العلم، وبزملائه يأخذ منهم، ويستفيدون منه، لا بالنساء في البيوت، تأتيه المرأة بزينتها، وخلاعتها، ويفعل بها الفاحشة، هذا من البلاء العظيم.

المقصود: أن كثيرًا من هؤلاء الطلبة، أو أكثرهم الغالب عليهم الشر والفساد إذا ذهبوا إلى هناك، والقليل منهم الناجي السليم. 

فالواجب على ولاة الأمور كما قد بلغوا، وكما يعرفون ذلك -وفقهم الله- الواجب عليهم مرة بعد مرة عدم الابتعاث، وأن لا يبتعث إلى الخارج إلا من تدعو الضرورة إلى ابتعاثه في الأشياء النادرة القليلة التي ما وجدوا من يعلمها هنا، ويجب أن يوجد لها من يعلمها هنا، لكن إذا دعت الضرورة فليكن في النزر القليل، وليكن ذلك في أناس معروفين بالصلاح، والاستقامة، والخير، والعقل الراجح، وأن يكون عليهم مع هذا أيضًا مراقبون من جنسهم بالخير، والصلاح، والاستقامة؛ لعل السلامة تحصل، أو غالبها.

السؤال: الوالد ما عليه شيء أن يذهب؟

الجواب: على الوالد سعيه في هذا، الوالد وغير الوالد، الوالد والإخوان يساعدون في عدمه هذا، وأن يبذلوا وسعهم في عدم الابتعاث. 

فتاوى ذات صلة