الجواب:
كل أهل البدع شر على الإسلام، النصيرية معلوم أنهم باطنية كفرة، معروفون، وهم باطنية من الرافضة الباطنية، والإمامية رافضة باطنية، يعبدون أهل البيت، ويعتقدون فيهم أنهم يعلمون الغيب، والشيعة الإمامية هم الرافضة، والرافضة يسبون أبا بكر، وعمر، ويألهون عليًّا، وأهل البيت، أئمة أهل البيت الاثنا عشر يألهونهم، ويعبدونهم، ويعتبرون فيهم أنهم معصومون، ويقولون: إنهم يعلمون الغيب إلى غير هذا من الشرور العظيمة.
وهؤلاء لا شك أنهم من الأعداء، وأن ما يبثونه بين المسلمين من الشرور، والفتن أن هذا من مكائدهم، ومن أسباب تفرق المسلمين، ومن أسباب تأثرهم، تأثر كثير منهم بهؤلاء من النصيرية، والرافضة الإمامية، وهكذا الخوارج، وهكذا المعتزلة، وهكذا الجهمية، وهكذا غيرهم من أهل البدع الذين انتشروا بين المسلمين.
لكن الأولين سلفنا الصالح عرفوا مكائدهم، وعرفوا ضلالهم، فلم يلتفتوا إليهم، بل قاتلوا من قاتلوا منهم، ولم يلتفتوا إليهم، وحاربوا أعداء الله، وجاهدوا في سبيل الله، ورفعوا راية الإسلام، ولم يبالوا بأولئك الضالين من الشيعة، ومن الخوارج، وغيرهم، بل تارة يحاربونهم، وتارة يشتغلون بحرب الكفرة المعلنين، والقيام ضدهم، وهؤلاء لهم وقت آخر.
ومعلوم أن العدو الذي يتظاهر بالإسلام أشد على المسلمين من العدو المعلن المنافق الذي يعلن إسلامه، وهو منافق، وهو ضد المسلمين بأعماله، ومكائده على المسلمين، أشد عليهم من الكفار المعلنين؛ ولهذا صار المنافقون أشد ضلالًا من الكفار المعلنين، وصاروا في الدرك الأسفل من النار، نعوذ بالله، لماذا؟ لأنهم أظهروا الإسلام، وكذبوا في الباطن، وكادوا لهم في الباطن، وهكذا كل من كان له يشبههم من نصيرية، ومن رافضة، ومن غير ذلك، هم بهذه المثابة خطرهم على المسلمين أشد؛ لأنهم تظاهروا بالإسلام، وادعوا الإسلام، ولكنهم في الباطن يحاربون الإسلام، ويدعون إلى غيره، ويدعون إلى عقائد، ونحل غير ما جاء به الإسلام.