حكم ذكر الله بالطبل، وحكم الطرق الصوفية

السؤال:

يقول: يوجد لدينا في كل ليلة من يوم الخميس، ويوم الإثنين، يذكر الله أهل الطرق الصوفية بالطبول إلى ساعات متأخرة من الليل، هل الذكر بالطبل جائز؟ وهل الطرق الصوفية هذه جائزة أم لا؟ جزاكم الله خيرًا.

الجواب:

هذه الطرق الصوفية بدعة ومنكرة، سواء كان على الطبول أو الدفوف أو العود أو الموسيقى أو التصفيق بالأيدي أو الضرب بالأرجل أو الرقص، التقرب بهذا الأمر هذا من البدع، سواء في ليلة الخميس أو ليلة الإثنين أو في غيرهما في أي وقت.

فالواجب على أهل الإسلام التقرب بالقرب التي شرعها الله، التسبيح والتهليل والتحميد والذكر والاستغفار على غير هذا الصنف بغير الطبول وبغير ضرب الأرجل وبغير الصياح والصفير، وبغير الموسيقى والعود وغيره.

وقد بسط العلامة ابن القيم رحمه الله هذا البحث في كتابه إغاثة اللهفان بسطًا جيدًا، فأنا أنصح بمراجعة إغاثة اللهفان الذي بسط فيها الكلام، على الطرق الصوفية والتحذير منها وهذا منها.

فالسنة للمؤمن أن يفعل ما فعله النبي ﷺ، إذا فرغ من الصلاة يذكر الله كما فعل النبي ﷺ إذا سلم يستغفر الله ثلاثًا، ويقول: اللهم أنت السلام ومنك السلام، تباركت يا ذا الجلال والإكرام، ثم ينصرف إلى الناس إذا كان إمامًا، ثم يقول: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، لا حول ولا قوة إلا بالله، لا إله إلا الله ولا نعبد إلا إياه، له النعمة وله الفضل وله الثناء الحسن، لا إله إلا الله مخلصين له الدين ولو كره الكافرون، اللهم لا مانع لما أعطيت ولا معطي لما منعت ولا ينفع ذا الجد منك الجد، كان يفعل هذا بعد كل صلاة عليه الصلاة والسلام، كما روى هذا ابن الزبير في صحيح مسلم، وروى بعضه المغيرة بن شعبة في الصحيحين بعد كل صلاة.

والاستغفار ثلاثًا مع قوله: اللهم أنت السلام.. رواه مسلم في صحيحه عن ثوبان ، وروى بعضه مسلم عن عائشة في: اللهم أنت السلام .. ثم ينصرف الإمام إلى الناس هذه السنة.

ثم بعد هذا يقول: سبحان الله والحمد لله والله أكبر ثلاثًا وثلاثين، ويختم المائة بقوله:  لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، صح هذا عن النبي ﷺ أنه قال: من فعل هذا غفرت له خطاياه وإن كانت مثل زبد البحر، وهذا فضل عظيم، فيستحب للمؤمن بعد الصلوات الخمس أن يأتي بهذا.

بعد الأذكار السابقة، تقول: سبحان الله، والحمد لله، والله أكبر ثلاثة وثلاثين مرة، الجميع تسعة وتسعون، ثم يقول تمام المائة: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، وإن شاء قال: يحيي ويميت بيده الخير وهو على كل شيء قدير، كله جاء.

ثم يقرآ آية الكرسي: اللَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ إلى آخرها ..إلى قوله: ..وَلا يَئُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ [البقرة:255]، هذه الآية أعظم آية يستحب أن تقرأ بعد كل صلاة فريضة ثم يقرأ قل هو الله أحد والمعوذتين بعد كل فريضة، بعد الظهر والعصر والمغرب والعشاء والفجر أفضل، لكن يكررها ثلاثًا، هذه السور الثلاث يقرأها ثلاث مرات بعد المغرب، وبعد الفجر وعند النوم، جاءت بذلك السنة عن النبي عليه الصلاة والسلام، وفق الله الجميع.

المقدم: اللهم آمين، جزاكم الله خيرًا، وأحسن إليكم.

فتاوى ذات صلة