حكم التفريق بين القبيلي والخضيري

السؤال:

فضيلة شيخي ما حكم من يحاول التفريق بين المسلمين بقوله: هذا قبيلي، وهذا خضيري، وهكذا؟ ومن هو القبيلي، ومن هو الخضيري؟

الجواب:

هذه مسألة جزئية، ما لها كبير شيء، هذه مسائل بين الناس معروفة، وقبيلي الذي له قبيلة معروفة ينتمي إليها: كالقحطاني، والسبيعي، والتميمي، وشبه ذلك، والقرشي، والهاشمي، وأشباه ذلك، هذا يسمى قبيلي، ويقال: قبلي على القاعدة، ويقال: حنفي، وربعي، وأشباه ذلك نسبة إلى القبيلة التي ينتمي إليها.

والخضيري عند الناس، في نجد خاصة، ولا أعرفها إلا في نجد، أما في غير نجد ما أعرف هذه الكلمة، لكن في نجد معروفة، الخضيري عندهم هو الذي ليس له قبيلة معروفة ينتمي إليها، عربي، ولكن ليس له قبيلة معروفة، ليس معروفًا بأنه مثلًا قحطاني، أو تميمي، أو قرشي، لكن هو عربي، ولسانه عربي، ومن العرب، وعاش بينهم، ولو كانت حمولته معروفة، وجماعته معروفة، لكن إذا كان ليس له قبيلة معروفة ينتمي إليها، فيقال له: خضيري.

والمولى في عرف العرب هو الذي أصله عبد مملوك، فأعتق، فيقال لهم: موالي، والعجم هم الذين لا ينتسبون إلى العرب، يقال: أعجمي، ويكون من أصله أعجمي، لا كون من أصول عربية، يقال لهم: أعاجم.

والحكم في دين الله أنه لا فرق لأحد منهم على أحد إلا بالتقوى، سواء سمي قبليًا، أو خضريًا، أو مولى، أو أعجميًا، كلهم على حد سواء، كلهم، لا فضل لهذا على هذا، ولا هذا على هذا إلا بالتقوى، كما قال النبي ﷺ: لا فضل لعربي على أعجمي، ولا أعجمي على عربي إلا بالتقوى، ولا فضل لأحمر على أسود، ولا أسود على أحمر إلا بالتقوى كما قال الله : يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ [الحجرات: 13] 

لكن من عادة العرب قديمًا أنهم يزوجون بناتهم للقبائل التي يعرفونها، ويقف بعضهم عن تزويج من ليس من القبائل التي لا يعرفها، وهذا باق في  الناس إذا كان ليس من قبيلة يعرفها، لم يسمح أن يزوجه بنته إلا إذا كان من قبيلة يعرفها، أو من جنس القبائل العربية التي يعرفونها، وقد يتسامح بعضهم، ويزوج الخضيري، والمولى، والأعجمي، كما جرى في عهد النبي ﷺ فإن النبي ﷺ زوج أسامة بن زيد بن حارثة، وهو مولاه، وعتيقه، زوجه فاطمة بنت قيس، وهي قرشية.

وكذلك أبو حذيفة بن عتبة بن ربيعة، وهو من قريش زوج مولاه سالم مولى أبي حذيفة بنت أخيه الوليد بن عتبة، ولم يبال بكونه مولى عتيقًا، وهذا جار في الصحابة، وبعدهم كثير.

أما الناس بعد ذلك -خصوصًا في نجد- وفي بعض المواضع الأخرى -الله أعلم بها- قد يقفون عن هذا، ويشددون في هذا الشيء على حسب ما ورثوه من آبائهم، وأسلافهم، وربما خاف بعضهم من إيذاء بعض قبيلته إذا قالوا له: لم زوجت فلانًا، فهذا قد يفضي إلى الإخلال بقبيلتنا، وأن تختلط الأنساب، وتضيع الأنساب إلى غير ذلك.

قد يعتذرون بأعذار في الزواج له وجهها في بعض الأحيان، ولا يضر هذا، وأمره سهل، المهم اختيار من يصلح للمصاهرة في دينه، وخلقه، فإذا حصل هذا؛ فهو الذي ينبغي، سواء كان عربيًا، أو أعجميًا، أو مولى، أو خضريًا، أو غير ذلك هذا هو الأساس، وإذا رغب بعض الناس ألا يزوج إلا من قبيلته؛ فلا نعلم حرجًا في ذلك.

فتاوى ذات صلة