الجواب:
الشهداء لشرفهم، وفضل عملهم بين الله -سبحانه- أنهم أحياء عند ربهم يرزقون، حياةً خاصة، حياةً برزخية، وهم أموات، هم أموات، قد حكم فيهم بأحكام الموتى، لكن أرواحهم في نعيم الجنة، في أجواف طير خضر تسرح في الجنة حيث شاءت، ثم تأوي إلى قناديل معلقة تحت العرش، كما أخبر به النبي -عليه الصلاة والسلام- فهذا شرف لهم، وحث لهم على الجهاد في سبيل الله، وهكذا أرواح المؤمنين عند الله أيضًا في الجنة، حية عند الله في الجنة، لكنهم دون الشهداء، جاء في الحديث الصحيح: أن روح المؤمن طائر يعلق في شجر الجنة روح المؤمن يجعلها الله طائرًا يعلق في شجر الجنة، ويأكل من ثمارها، حتى يعيدها الله إلى جسده، وهذا فضل عظيم.
وهكذا أرواح الكفار حية تعذب في البرزخ، وفي النار، في البرزخ مع الجسد، الجسد في الأرض وهي تعذب في النار، والجسد والروح يوم القيامة يعذبان في النار أيضًا، نسأل الله العافية.
فالمؤمنون ينعمون في البرزخ، وفي الجنة أرواحًا، وأجسادًا، والكفار يعذبون في البرزخ، وفي النار أرواحًا وأجسادًا، وللروح نصيبها، وللجسد نصيبه، ولو لم يبق منه إلا القليل.
فالواجب على كل مسلم أن يحذر، وأن يعد العدة للقاء ربه، وأن يبتعد عن كل ما حرم الله عليه، والعاصي على خطر إذا مات على المعاصي، على خطر من العذاب في قبره، ومن عذاب النار، وإن كان لا يخلد فيها لو دخلها، لكنه على خطر، فالواجب الحذر من المعاصي كلها؛ لعل الله ينجيه من شرها.
قد ثبت عنه ﷺ أنه رأى شخصين يعذبان في قبورهما، أحدهما يعذب بالنميمة .. كان يمشي بالنميمة، وهي معصية كبيرة من كبائر الذنوب، والثاني يعذب بأنه ما كان يستنزه من البول، ما كان يتحرز من البول، هذا يفيد الحذر من المعاصي، ويفيد الحذر من التساهل بالبول، نعم.
المقدم: جزاكم الله خيرًا.