الجواب:
عليك أن تعمل ما هو أصلح لقلبك، وأن تختار الأصحاب والجلساء الطيبين، أما الذين تنفر منهم ولا تلائمك طبائعهم ولا تأنس بالجلوس معهم فابتعد عنهم، واختر لنفسك ما هو أصلح ولو بالجلوس في بيتك لقراءة القرآن والتسبيح والتهليل ونحو ذلك، المؤمن يحاسب نفسه ويجاهدها في صحبة الأخيار والبعد عن الأشرار، وفي اختيار الوقت الفاضل والصاحب الفاضل، أنت تجاهد نفسك فيما تراه أصلح لدينك وأسلم لدينك، فتصحب الأخيار، وتستر عليهم حتى تستفيد منهم، وتبتعد عن الأشرار ولو كانوا من الأقارب حتى لا يضرك الجلوس معهم، ولا تحمل نفسك ما لا تطيق.
أما إن كنت لا ترغب في الجلوس مع الأخيار فهذا مرض في قلبك إذا كانوا طيبين أهل دين جاهد نفسك حتى تبقى معهم وتستفيد منهم، ولو نفرت نفسك منهم لما فيها من مرض المعصية لا تبال بذلك، عليك بصحبة الأخيار والصبر عليهم والاستفادة منهم ولو كنت تحس بشيء من الكلفة والشدة؛ لأن صحبة الأخيار لا تأتي إلا بالخير، أما صحبة الأشرار فإنها وسيلة للشر العظيم.
فالحاصل أنك تحكم الشرع المطهر فيما هو أصلح لقلبك وأنفع لدينك في الجلساء وغير الجلساء فتجلس مع الطيبين ومع الأخيار ومع من تنفعك مجالستهم وتبتعد عما يضرك الجلوس معهم من أقارب أو غيرهم، وبيتك خير لك من الجلوس مع من يضرك، ومن لا تطيق البقاء معه لسوء أفعاله أو سوء أخلاقه أو سوء تصرفه، نسأل الله للجميع التوفيق.
المقدم: اللهم آمين، جزاكم الله خيرًا.