حكم ابتعاث الطلبة إلى دول الشرق والغرب

السؤال:

سماحة الشيخ، ذكرتم الشيوعية وخطرها، وبالنسبة إلى المملكة السعودية تبعث للخارج، سواء أمريكا، وغيرها فهي ألعن، وأخبث من الشيوعية، علمًا أنهم يأتون بأفكار غير إسلامية، ومع هذا يحتلون مناصب رئيسية، وهم مصدقون أفكار الغرب، وأقول كما قال الملك فيصل -رحمه الله- إن الصهيونية وليدة الشيوعية؟ 

الجواب: 

مثل ما سمعتم أن الغرب، والشرق يشتركون في محاربة الإسلام، والقضاء على الإسلام، وإيذاء أهل الإسلام، والكيد لأهل الإسلام، يشتركون في هذا، لكن ليس كما قلتَ، ليس الغرب ألعن من الشرق لا، بل الشرق ألعن من الغرب.

الشرق لا يؤمن بالله، ولا باليوم الآخر، فهم شيوعيون، هم ألعن، وأكفر، وأما الغرب فهم من جنس النصارى، فجنسهم يؤمن بالله، وأن هناك ربًا، وهناك جنة، وهناك نارًا وهناك معادًا وهناك بعثًا ونشورًا، وهذه النصرانية، واليهود يؤمنون بهذا أيضًا، ولكنهم كذبوا محمدًا ﷺ ولم يؤمنوا بمحمد -عليه الصلاة والسلام- ولم تؤمن اليهود بعيسى؛ فصاروا بهذا كفارًا مع ما وقعوا فيه من الكفر الآخر بعد ذلك.

فالنصارى لهم حال، واليهود لهم حال، والشيوعيين لهم حال، والشيوعيون ألعن، وأكفر، وأضل؛ لعدم إيمانهم بالله، واليوم الآخر، ولظلمهم للعباد، واستبدادهم بكل ما قدروا عليه، والنصارى كفار ملعونون ضالون، أضلهم الله، ولعنهم، ولكن كفرهم دون كفر الشيوعيين. 

ولا ينبغي أن يبتعث إلى هؤلاء ولا إلى هؤلاء لا ينبغي أن يبتعث إلى هؤلاء طلبة، ولا إلى هؤلاء؛ لأن الطالب إذا ذهب إليهم يتربى بما يراه هناك من الفساد، والشر في الغرب، والشرق ... وأستاذه، ومنهجه، وبيئته كلها شر عليه، لا في الشرق، ولا في الغرب، لكن في الشرق مثل الصين الشعبية أشد، وألعن، وأخبث، وفي الغرب وجود الزنا، وجود الخمور، وجود البيئات الفاسدة، ولكن يوجد سمعة الإيمان بالله، واليوم الآخر، يوجد من يتكلم بالله، واليوم الآخر، والدعوة إلى الحق من المسلمين، ومن المراكز الإسلامية، ومن الطلبة الطيبين، يوجد هذا بخلاف السوفييت، وبخلاف الصين، فإن هؤلاء لا يرضون أن يتكلم أحد بالدعوة إلى الله، ولا في إظهار الإسلام أبدًا، قاتلهم الله أنى يؤفكون.

ولا يجوز الابتعاث إلى هؤلاء، ولا إلى هؤلاء، والدولة قد عرفت هذا، وأقرت عدم الابتعاث إلى الغرب، وهي -بحمد الله- لا تبتعث إلى الشرق، ولا ينبغي لا هؤلاء، ولا هؤلاء، اللهم إلا أن يبتعث من قد عرف دينه من أهل العلم والإيمان الذين درسوا في كلية الشريعة، في أصول الدين، وعرفوا ما ينبغي، وكانوا على أخلاق فاضلة، وعلى عقل متزن، وعلى علم، وفضل، إذا ابتعثوا للدعوة إلى الله في أوروبا، أو غيرها  لتمثيل الإسلام، والدعوة إلى الإسلام؛ فهذا لا بأس، أما إرسالهم يتعلمون هناك أبناء المتوسطة، أو أبناء الثانوي، أو أبناء الكليات التي لم تلتزم بالإسلام، ولم يعرفوا أحكام الإسلام؛ فهذا خطر عليهم. 

والدولة لا تزال تقرر عدم بعث هؤلاء، وإن كانت تبعث بعض الناس، فالواجب أن لا يبعث أحد، و أهل العلم ينصحون الدولة أن لا يبتعث إلى هذه البلدان الخبيثة أحد مهما أمكن، فإنه يجب أن تكون الحاجة موجودة في جماعاتنا، وأن يجلب إليها من يعلمها إذا كان هناك حاجة لم توجد في الجماعات. 

أما إبدال هؤلاء المساكين الطلبة الذين لم يتيقنوا حقيقة الإسلام، ولم يعرفوها، ولم يعرفوا بالاستقامة، وحزم الأخلاق، وطيب العقيدة، فابتعاثهم على خطر عظيم، لا للشرق، ولا للغرب إلى جميع الدول الكافرة، لا يبتعثون أبدًا، بل ينبغي أن لا يبتعثوا حتى إلى بعض الدول العربية؛ لما شاع فيها من الفساد الكبير، والشر العظيم الخطير، فينبغي أن يكون تعليمهم هنا، وأن يحافظ عليهم، وأن يجتهد في تخفيف الشر، وتقليله مهما أمكن، وفي إبعاد كل عنصر يخشى شره في هذه البلاد؛ حتى يبقى لها خيرها، وصلاحها، وإعلانها الإسلام، واستقامتها عليه، وتحكيمها لشريعته، نسأل الله الثبات على ذلك، والعافية من ضد ذلك.

فتاوى ذات صلة