الجواب:
هذا السؤال وهذا الخبر فيه إجمال، وعدم تفصيل، ونصيحتي للزوج أن يتقي الله في زوجته، وأن يقوم بحقها، وأن يعتني بها كما أمر الله، وأن يحذر ما حرم الله عليه من الزنا ووسائل الزنا والنظر إلى النساء، فالله -جل وعلا- يقول: قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ [النور:30] فهو إن كان مؤمنًا مأمور بهذا قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ [النور:30].
فوصيتي لك -أيها الزوج- أن تتقي الله في هذه الزوجة، وأن ترعى حقوقها، وأن تحسن إليها، وأن ترفق بها، وأن تحذر ما حرم الله عليك من سائر المعاصي من الزنا ووسائل الزنا وغير هذا مما حرم الله .
أما ما يتعلق بالضحك والمزح ونحو ذلك فهذا ليس خاصًا بالزوجة، ومطالبته بألا يضحك إلا معك ولا يمزح إلا معك هذا عدوان منك لا وجه له، فلا بأس أن يضحك مع أولاده، ومع أمه، ومع أخواته، ومع أصدقائه ولا بأس أن يمزح معهم بالحق من غير إكثار يجره إلى باطل، هذا ليس لك التحجر عليه فيه، إنما يحرم عليه أن يضر بك، أو يمنع شيئًا من حقك، أما الأمور الأخرى التي أباحها الله له فليس لك أن تتحجري عليه فيها لا في زيارة أحبابه وإخوانه الطيبين، ولا في الضحك مع بعض أهله وأصدقائه، ولا في المزح مع من شاء مزحًا ليس فيه ما حرم الله بل مزحًا بحق.
المقصود: أن عليك -أيها الأخت في الله- بالإنصاف، فاطلبي حقك فقط، ولا تطلبي ما ليس لك، وعليك بالرفق والأسلوب الحسن، والصبر الجميل، حتى يهديه الله، وحتى يقوم بالواجب ما دام مسلمًا يصلي، ويخاف الله لكنه قد يقصر في حقك، فعليك أن تسألي حقك بالرفق والأسلوب الحسن، والكلام الطيب، والواجب عليه هو أن يتقي الله فيك، وأن ينصفك، وأن يعطيك حقوقك، هذا هو الواجب عليه.
كما أنه يجب عليه وعلى غيره من جميع المسلمين والمسلمات الحذر مما حرم الله، والبعد عن معاصٍ الله، والوقوف عند حدود الله، فإن في ذلك السعادة في الدنيا والآخرة، وفي انتهاك المعاصي الخطر العظيم والعاقبة الوخيمة إلا لمن من الله عليه بالتوبة، رزق الله الجميع التوفيق والهداية، والله أعلم، نعم.
المقدم: جزاكم الله خيرًا، ونفع بعلمكم، إذا كانت صاحبة الرسالة -سماحة الشيخ- من مجتمع مختلط، وقد لاحظت أن زوجها لا يتورع من الضحك والمزاح مع الأجنبيات، فهل لكم من كلمة؟
الشيخ: هذا دخل في الكلام، فإن مزاحه مع أجنبية أو ضحكه إذا كان وسيلة إلى الفاحشة، أو مع سفورها، أو مع خلوة بها كل هذا لا يجوز.
المقدم: بعض العادات أو بعض الذنوب يعتقد البعض أنها موروثة، هل لكم من كلمة شيخ عبد العزيز ؟
الشيخ: الذنوب والمعاصي غير موروثة، الله يقول: وَلا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى [الأنعام:164] أما كونه قد يقتدي، نعم قد يقتدي بأسلافه، ولكن يجب على الإنسان أن يحذر ذلك، وأن يبتعد عن الشر؛ لأن أولاده قد يتأسون به، قد يخشى عليه أنه جرهم إلى هذا بفعله، ويخشى عليه من إثم ذلك؛ لقوله ﷺ: من دل على خير فله مثل أجر فاعله وقال في الشق الثاني: ومن دعا إلى ضلالة كان عليه من الإثم مثل آثام من تبعه قد يكون فعله لذلك نوع من الدعوة، فينبغي له الحذر.
المقدم: أوردت أختنا جزءًا من حديث «عفوا تعف نساؤكم» هل من شرح لهذا الجزء؟ لو تكرمتم.
الشيخ: هذا الحديث مشهور، ولكن لا أعرف حال سنده، ولكن التجارب واقعة فإن الغالب أن من عف عفت نساؤه، ومن رتع في الحرام قد يبتلى في نسائه بذلك، نسأل الله السلامة.
تتأسى به زوجته، ويتأسى به بناته، ولا حول ولا قوة إلا بالله، إذا عرفوا منه الفساد، فالواجب الحذر لئلا تقع زوجته وبناته وأخواته في مثلما وقع فيه بأسبابه، نسأل الله العافية، نعم.
المقدم: جزاكم الله خيرًا، ونفع بعلمكم.