حكم قول مولانا وسيدنا

السؤال:

أختنا تسأل وتقول: أسمع بعض الناس يقولون: مولانا وسيدنا هل لذلكم من حكم؟

الجواب:

نعم ترك مولانا أولى؛ لأنه جاء في بعض الأحاديث النهي عن ذلك، وجاء في بعضها في حق العبد وليقل: سيدي ومولاي فالأولى والأحوط للمؤمن ألا يقولها إلا إذا كان مملوكًا يقوله لسيده، وإلا فالأفضل والأحوط ترك ذلك، فلا يقل: سيدي ولا يقل: مولاي.

ولما قال بعض الصحابة للنبي ﷺ: أنت سيدنا قال: السيد الله -تبارك وتعالى-، يا أيها الناس! قولوا بقولكم أو بعض قولكم، ولا يستهوينكم الشيطان، أنا محمد عبد الله ورسوله، ما أحب أن ترفعوني فوق منزلتي التي أنزلني الله ، مع أنه هو سيد ولد آدم، فقد صح عنه ﷺ أنه قال: أنا سيد ولد آدم، ولا فخر هذا معروف، وبعد وفاته لا بأس أن يقال: هو سيدنا؛ لأنه غير مخاطب بها -عليه الصلاة والسلام- بعد وفاته، وإذا قيل: هو سيد ولد آدم، أو سيدنا محمد، لا بأس بذلك.

أما الشخص الذي يخاطب يقال: يا سيدي فينبغي ترك ذلك؛ لأن العلة التي قالها النبي ﷺ في حقه قد توجد في حق غيره، فقد يجر هذا إلى الغلو في الشخص، وقد يضره هو أيضًا، فيعجب بنفسه ويتكبر، فلا ينبغي أن يستعمل معه أنت سيدنا وأنت مولانا، بل يستعمل معه شيئًا آخر، يا أبا فلان، أو يا فلان، بلقبه أو باسمه أو بكنيته، ويكفي ذلك، هذا هو الذي ينبغي للمؤمن.

أما إذا قيل: فلان سيد بني فلان، فلا بأس كما يقال: فلان سيد تميم، فلان سيد قحطان، فلان سيد قريش، يعني: رئيسهم وكبيرهم، مثلما قال النبي ﷺ لـسعد بن معاذ لما جاء للحكم في بني قريظة قال: قوموا إلى سيدكم وكان يسأل الناس يسأل القبائل من سيد بني فلان؟ من سيد؟ يعني: من رئيسهم؟ وقال في حق الحسن : إن ابني هذا سيد الحسن بن علي ، فهذا لا بأس به إنما المكروه أن يخاطب بها أن يقول: أنت سيدنا أو يا سيدي، يخاطب بهذا؛ لأن هذا قد يكسبه شيء من الترفع والعجب والتعاظم، وقد يكسب القائل شيئًا من الذل والغلو؛ ولهذا كره النبي ﷺ ذاك من الناس، وهو -عليه الصلاة والسلام- معصوم أن يرضى بالشرك -عليه الصلاة والسلام-، لكن خاف عليهم من الغلو، نعم.

المقدم: جزاكم الله خيرًا. إذًا الأولى كما تفضلتم عدم استعمال تلكم الألفاظ؟

الشيخ: نعم، يا مولاي يا سيدي، نعم.

المقدم: بارك الله فيكم.

فتاوى ذات صلة