الجواب:
أولاً: المصافحة للمرأة الأجنبية لا تجوز؛ لأن الرسول عليه السلام قال: إني لا أصافح النساء وقالت عائشة رضي الله عنها: «ما مست يد رسول الله ﷺ يد امرأة قط ما كان يبايعهن إلا بالكلام» يعني: النساء الأجنبيات غير المحارم، أما المحرم كأخته وعمته فلا بأس أن يصافحها.
وأما المكالمة للأجنبية فلا بأس بها إذا كانت مكالمة مباحة ليس فيها تهمة ولا ريبة، كي يسألها عن أولادها يسألها عن أبيها يسألها عن حاجة من حوائج الجيران أو الأقارب لا بأس بذلك.
أما إن كانت المكالمة للتحدث فيما يتعلق بالفساد والزنا ومواعيد الزنا أو عن شهوة أو عن كشف منها له، بأن يرى محاسنها يرى وجهها يرى محاسنها كل هذا لا يجوز.
أما إذا كانت المحادثة مع التستر ومع الحجاب ومع البعد عن الريبة، وليس عن شهوة فإنه لا حرج عليه في ذلك، وقد تحدث النبي ﷺ إلى النساء وتحدث النساء إليه ولا حرج في ذلك والصوم صحيح، لا يضره المصافحة ولا تضره المحادثة إلا إذا كانت عن شهوة وخرج المني، فإنه يبطل الصوم بخروج المني عن شهوة، وعليه أن يعيد الصوم على من خرج منه ذلك أن يعيد الصوم.
أما مجرد التحدث ولم يخرج شيء فإنه لا يضر الصوم، وهكذا لو خرج مذي المذي لا يبطل الصوم على الصحيح، وإنما يبطله خروج المني عن شهوة في نهار الصوم.
والواجب على المؤمن أن يحذر ما حرم الله عليه، وأن لا يصافح امرأة لا تحل له، وأن لا يتحدث إليها عن شهوة أو ينظر إلى محاسنها، والله يقول جل وعلا: قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ [النور:30] فالتحفظ من أسباب الشر واجب على المؤمن أينما كان، نسأل الله لنا وللمسلمين جميعًا السلامة. نعم.
المقدم: اللهم آمين، جزاكم الله خيرًا.