الجواب:
إذا كان عند الناس بركة فيها ماء قديم، أو ماء مجموع من العيون، أو من الآبار، إذا كانت البركة واسعة، والماء كثير؛ فإنه لا يضر ما قد يقع فيها من نجاسة إذا كانت لم تغيرها، إذا كان الماء باق صافيًا لم يتغير طعمه، ولا لونه، ولا ريحه فإنها تبقى طاهرة نافعة.
لكن ليس لهم أن يغتسلوا فيها من الجنابة ما يجوز؛ النبي ﷺ نهى أن يغتسل من الماء الدائم وهو جنب، ونهى عن البول فيه، فلا يجوز لهم الاغتسال فيها، وهم على جنابة، لا يجوز، كذلك ما يجوز البول فيها، ولا الاستنجاء فيها، وإذا أراد أن يستنجي؛ يأخذ ماء من خارج، يستنجي من خارج، والوضوء كذلك يتوضأ من خارج؛ حتى لا يقذرها على الناس، والوضوء أسهل، الوضوء الشرعي الذي هو المضمضة، والاستنشاق، وغسل الوجه، واليدين هذا أسهل، ولكن الأولى، والأفضل أن يكون خارجها؛ حتى لا يقذرها.
أما كونه يستنجي فيها فلا يجوز، لأن الاستنجاء فيها إدخال للنجاسة فيها، وقد يكثر هذا حتى يفسدها.
فالحاصل: أن الواجب الحفاظ عليها، والعناية بها، وعدم توسيخها على الناس، وعدم الغسل فيها عن جنابة، وعدم الاستنجاء فيها، والوضوء أولى، وأفضل أن يتوضأ خارجها، والوضوء غير الاستنجاء، الوضوء غسل الوجه، واليدين، ومسح الرأس، وغسل الرجلين هذا الوضوء، أما الاستنجاء غسل القبل، والدبر، هذا يسمى استنجاء، ليس وضوء، هذا الاستنجاء يكون خارجها، يكون في إناء، ويغرف من خارج، يكون استنجاؤه خارجًًا، والصب خارجًا، ولا يأتي إليها شيء؛ حتى لا يقذرها، ولا ينجسها، والله المستعان.