حكم من يقع في أعراض المسلمين والعلماء

السؤال:
هناك من الناس مَن يقع دائمًا في الأعراض، وخاصَّة العلماء، ويحرص على النَّفرة منهم، وعدم الإقبال عليهم والسماع منهم، فهل هذا تعطيلٌ لشرع الله تعالى؛ لأن الإنسان إذا أبغض العالمَ ولم يتعلم مات جاهلًا أو مُعْرِضًا، وقد قال : فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ [النحل:43]؟ ما نصيحة سماحتكم في هذا أثابكم الله؟

الجواب:
هذا فيه تفصيل:
فالذي يتعرض لعلماء السنة ويُحذِّر منهم إنما يصير منافقًا، خبيث القلب، خبيث العقيدة، فيجب الحذر منه، والأخذ على يديه، والتَّنبيه عليه حتى يُوقف عند حدِّه، وحتى يُعاقب بما يستحقّ؛ لأن  التحذير من أهل العلم والتَّنفير منهم حتى لا يُستفاد منهم، وحتى لا يتعلم منهم شرع الله؛ إنما يكون من أهل النفاق والكفر بالله، والعناد للحق، وكراهته للإسلام.
أما التَّحذير من علماء السُّوء وعلماء البدعة: كونه يُحذِّر من علماء السوء والبدع حتى لا يغترَّ بهم الطالب؛ فهذا مشكورٌ على عمله وعلى جهاده بعد التَّبصر وبعد التَّيقن، وأن يكون على بينةٍ فيما يقول، وأن يكون المحذَّرُ منه معروفًا بالبدعة، معروفًا بالفساد، هذا له رأيه في تحذيره منه، وإذا كان صادقًا، وإذا كان مُتبصّرًا؛ فهو على أجرٍ عظيمٍ في التَّحذير من أهل البدع، والترهيب من الركون إليهم، والأخذ عنهم.
فالحاصل أنَّ هذا المقام مقام تفصيل، يجب على طالب العلم أن يتَّقي الله، وأن ينتبه في ترغيبه وترهيبه مع أهل العلم والبصيرة، يجب أن يُرغِّب في الاتصال بهم، والأخذ عنهم، والله يقول: فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ [النحل:43]، والعلماء هم ورثة الأنبياء، فالترغيب بالاتِّصال بهم ..، ولا يأبى ذلك ولا يُعاند فيه إلا فاسد الضمير، منحرف العقيدة.
أما علماء السوء، علماء البدع، فالواجب التَّحذير منهم، والترهيب من الأخذ عنهم -نسأل الله السلامة.
فتاوى ذات صلة