ما واجب المسلم تجاه أسماء الله وصفاته؟

السؤال:
كثيرٌ ما يحصل الخلط في اعتقاد الإنسان في آيات الأسماء والصِّفات، فما واجب المسلم في اعتقاده في الصِّفات ومنها: السَّاق والعلو؟ وماذا على مَن كان يُحرِّض على اعتقادٍ خاطئٍ في نفس هذه الصِّفات؟ وماذا على الشاب تجاه مثل هذه الأمور؟ أفيدونا جزاكم الله خيرًا.

الجواب:
الواجب على المسلم في باب الأسماء والصِّفات: أن يسلك مسلك السلف الصالح من أصحاب النبي ﷺ وأتباعهم بإحسانٍ، وهو الإيمان بكل ما جاء في الكتاب العزيز والسنة الصَّحيحة المطهرة في أسماء الله وصفاته، ويمرّها كما جاءت، بلا كيف، يعني: يؤمن بها، ويُقرّ بها، ويعلم أنها حقٌّ، وأنها ثابتةٌ لله عزَّ وجل على الوجه اللائق به ، من دون تحريفٍ، ولا تعطيلٍ، ولا تكييفٍ، ولا تمثيلٍ، ولا تأويلٍ، بل يُقرّها كما جاءت، كما قال مالك والأوزاعي والثوري وغيرهم: "أمرُّوها كما جاءت بلا كيفٍ" يعني: أمروها على إثباتها، والإيمان بها، والاعتقاد أنها حقٌّ، وأنها لائقةٌ بالله، من دون تشبيهٍ، ولا تمثيلٍ، ولا تحريفٍ، ولا تعطيلٍ، كما قال سبحانه: لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ [الشورى:11]، وقال سبحانه: قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ ۝ اللَّهُ الصَّمَدُ ۝ لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ ۝ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ [الإخلاص]، وقال : فَلَا تَضْرِبُوا لِلَّهِ الْأَمْثَالَ [النحل:74]، وقال سبحانه: هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيًّا [مريم:65]، فلا يجوز تأويلُها، ولا تحريفُها.
ومن ذلك السَّاق والعلو، العلو ثابتٌ لله، فوق جميع الخلق، وهكذا الاستواء، وهو الاستواء على العرش، بمعنى: ارتفع عليه وعلا على الوجه اللائق به، لا يُشبَّه بخلقه في استوائه على أَسِرَّتهم، أو على سياراتهم، لا، استواء يليق به، لا يُشابه خلقه، ولا يعلم كيفيته إلا هو .
وهكذا جميع صفاته: كاليد والساق والرِّجْل والأصابع والرضا والغضب والحب وغيرها، كله حقٌّ ثابتٌ لله، لائقٌ بالله، لا يُشابه فيها خلقه ، ولا تُؤَوَّل، ولا تُكَيَّف، بل يجب إثباتها لله على الوجه اللائق به ، من غير تحريفٍ، ولا تعطيلٍ، ولا تشبيهٍ، ولا تمثيلٍ.
ومن أحسن ما صُنف في هذا "العقيدة الواسطية" لشيخ الإسلام ابن تيمية، كتاب مختصر مفيد عظيم، ينبغي حفظه لطالب العلم، وهكذا "النونية" و"الحموية"، كتابان عظيمان في هذا الباب، هكذا كتاب "التوحيد" لابن خزيمة، كتاب "السنة" لعبدالله ابن الإمام أحمد، وغيرها، الردِّ على بشر.....، كتب عظيمة جدًّا، لكن أخصرها للطالب "العقيدة الواسطية"، ذكر فيها عقيدة أهل السنة والجماعة في طريقةٍ واضحةٍ، ليس فيها تكلُّفٌ، وليس فيها تعبٌ.....
قوله تعالى: يَوْمَ يُكْشَفُ عَنْ سَاقٍ [القلم:42] جاء في الحديث الصَّحيح: أنَّ الله يكشف عن ساقه يوم القيامة لعباده حتى يعرفوه بذلك، ساق يليق بالله، مثل: اليد، ومثل: القدم، ومثل: الأصابع، كلها تليق بالله، لا يُشابه خلقه، لا في قدم، ولا ساق، ولا أصبع، ولا رضا، ولا غضب، ولا في ضحك، ولا في محبة، ولا في غير ذلك: لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ [الشورى:11]، الباب واحدٌ، ومَن تأوَّلها خلاف ذلك فقد خالف أهل السنة، وقد خالف الآيات والأحاديث، فلا يجوز تأويلها بخلاف ذلك، بل يجب إمرارها كما جاءت من غير تحريفٍ، ولا تعطيلٍ، ولا تكييفٍ، ولا تمثيلٍ، ولا زيادةٍ، ولا نقصٍ، ولا تأويلٍ.
فتاوى ذات صلة