حكم زَعْم أن القرآن حُرِّف في عهد عثمان

السؤال:
إنه في عهد أمير المؤمنين عثمان بن عفان جمع المصاحف كلها من جميع الأمصار وحرقها، ولم يبقَ غير مصحفه، وبما أن التوراة والإنجيل قد حُرفتا مَن يضمن لنا أنَّ هذا المصحف الذي بقي -وهو مصحف عثمان- لم يُحرَّف؟

الجواب:
الشيخ: يقول الله جلَّ وعلا: إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ [الحجر:9]، أخبر الله سبحانه أنه حافظه، وهو أصدق القائلين، وعثمان أبقى عدةَ مصاحف، ما هو مصحف واحد، كتب المصاحف، جمع الأربعة ودرسوا المصاحف وجمعوا وكتبوها، ثم أرسل عدة مصاحف إلى الشام، وإلى مصر، وإلى اليمن، وإلى الحجاز، وإلى العراق، وأبقى عنده في المدينة عدة مصاحف، ثم أحرق ما سواها؛ لئلا يلتبس الأمرُ، ولئلا تقع بعضُ الأخطاء.
وقد أجمع المسلمون على حُسن صنيعه، وشكروا له هذا العمل، وأجمع الصحابةُ الموجودون في عهده على عمله الطيب، ما عدا ما يُروى عن ابن مسعودٍ: أنه بقي عنده مصحفُه.
وبكل حالٍ، فعثمان قد أحسن في ذلك، وشكر له المسلمون عمله، ومصاحفه موجودة ومحفوظة، قد أجمع المسلمون على حفظها، وأنها لم يتغير منها شيء، ولم يعترِها نقصٌ ولا زيادةٌ، هكذا أجمع المسلمون من عهد الصحابة إلى يومنا هذا؛ مصداقًا لقوله جلَّ وعلا: إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ.
وقد حفظه المسلمون عن ظهر قلبٍ من عهد الصحابة إلى يومنا هذا، جيلًا عن جيلٍ، وجماعة عن جماعةٍ، وقرنًا عن قرنٍ، بالملايين من المسلمين، فليس هناك بحمد الله شبهة ولا ريب؛ لأنه وصل إلينا محفوظًا كاملًا، لم ينتقص منه حرفٌ، ولم يزد فيه حرفٌ على ما وضع عثمانُ وأرضاه، وعلى العرضة الأخيرة التي قرأها نبينا ﷺ على جبرائيل في رمضان في السنة العاشرة.
فتاوى ذات صلة