أدلة شروط التوبة

السؤال:

ما هو دليل شروط التوبة الأربعة من الكتاب، والسنة؟

الجواب:

أدلتها كثيرة، في الحديث الصحيح أن توبة الندم أمر -جل وعلا- بالإقلاع من الذنوب، ونهى عن الإصرار عليها، قال سبحانه: وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ [آل عمران:135] فذكر في التوبة عدم الإصرار، ثم قال بعده: أُولَئِكَ جَزَاؤُهُمْ مَغْفِرَةٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَجَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ [آل عمران:136].

فلا بد من عدم الإصرار، الإصرار شرط في صحة التوبة، فمن أصر، ما تاب، وإنما قال باللسان، دعاء قد يقبل، وقد لا يقبل، وإنما التوبة الصادقة: أن تكون عن إقلاع، وعن ندم، وعن عزم صادق ألا يعود فيها فإنه متى لم يعزم؛ فهو مصر، إذا لم يعزم على ترك الذنوب؛ فهو مصر عليها، مقيم عليها، فلا يتم له عدم الإصرار إلا بتركها، والعزم ألا يعود فيها، فبهذا يكون غير مصر مع الندم على ما مضى منه.

وأما رد المظالم فأدلتها كثيرة، وقد سمعتم الحديث في المحاضرة، يقول النبي ﷺ في الحديث الصحيح، النبي -عليه الصلاة والسلام- قال: من كان عنده لأخيه مظلمة؛ فليتحلله اليوم قبل ألا يكون دينارًا، ولا درهمًا، إن كان له عمل صالح؛ أخذ منه بقدر مظلمته، فإن لم يكن له حسنات؛ أخذ من سيئاته، فحمل عليه

هذا يدل على أنه لا بد من رد المظالم، وإلا تحمل تلك الآثام يوم القيامة، وتحمل تلك الأوزار من أولئك المظلومين، تحمل عليه مع سيئاته، وأوزاره، ولا حول ولا قوة إلا بالله

فتاوى ذات صلة