ما معنى أن الرحمة رحمتان؟

السؤال:
يقول الذي نقل عن المهلب أن الرحمة رحمتان: رحمة من صفة الذات، وهي لا تتعدد، ورحمة من صفة الفعل، وهي المشار إليها؟

الجواب:

هذا مستقيم؛ لأن رحمته صفة ذاته ما هي مخلوقة، وصف له، مثل: العلم والقدرة والحكمة، هذه أوصاف ذاتية، الرحمن الرحيم. 

ورحمة نوع ثان، خلقها جل وعلا، وجعلها من عموم مخلوقاته يرحم بها عباده، أنزل منها رحمة واحدة، منها ما حصل لهم من التعاطف والتراحم والتعاون وما حصل من المآكل والمشارب والمساكن والهواء والماء، كل هذا من رحمته هذه مخلوقة، وهي من آثار رحمته التي هي وصفه ..... الرحمة المخلوقة من صفة الفعل كالخلق.
س: يعني ما يريد الوصف؟
الشيخ: وصف نشأ عن فعله عن إيجاده كما أوجد الخلق الخلق والعطاء من الأوصاف الفعلية والرحمة القائمة به وصف ذاتي وقائم به كالعلم وصف ذاتي والقدرة وصف ذاتي.
س: مستقيم هذا التقسيم؟
الشيخ: نعم لا بأس، وبعضهم يقول أن الضابط ما كان بالاختيار والمشيئة فهذه وصف فعل، وما كان لا يتعلق بالمشيئة فهذا يقال له وصف الذات، وصف ذاتي، فالرحمة المخلوقة نشأت عن المشيئة، فالوصف الذاتي الذي هو قائم به سبحانه وصف ذاتي كالعلم ولا يتعلق بالمشيئة كالعلم والقدرة والوجه واليد وأشباه ذلك مما هي أوصاف ذاتية ملازمة.

فتاوى ذات صلة