الجواب:
مثل ما كان يقول النبي ﷺ: حدثوا عن بني إسرائيل ولا حرج إذا كانت أشياء لا تصادم الحق يُحَدِّث بها لا بأس، أما ما يصادم الحق فلا؛ لأن أخبار بني إسرائيل وما ينقل عن الأوائل ثلاثة أقسام:
قسم يطابق الحق فينقل.
وقسم يخالف الحق فلا ينقل بل يرفض.
وقسم ليس فيه لا هذا ولا هذا، لم يتضح فيه ما يوافق الحق ولا ما يخالفه؛ فهذا ينقل على سبيل التحدث؛ لقوله ﷺ: حدثوا عن بني إسرائيل ولا حرج وقوله: لا تصدقوهم ولا تكذبوهم؛ فقد يكون حقًا فتكذبوه، وقد يكون باطلاً فتصدقوه.
ومراده ﷺ يعني: الشيء الذي لم يتضح أنه حق ولم يتضح أنه باطل، فأما ما اتضح مما ينقل عنهم أنه باطل يُكذّب، وما اتضح أنه حق يُصدّق، وإنما يُتوقف في الشيء المشتبه، هذا هو الذي قال فيه: حدثوا عن بني إسرائيل ولا حرج الشيء المشتبه الذي لم يتضح وجهه، فينقل عنهم؛ لما فيه من العبر والعظات.