الصفات المطلوبة في الداعية

السؤال:

ما رأيكم في بشاشة الوجه، وفي المظهر الحسن للداعية، هل يجب أن تكون موجودة فيه؟ 

الجواب:

نعم، يجب أن يكون الداعية طيب الخلق، منبسط الوجه، طيب الكلام، لا معبسًا ولا مكفهرًا، ولا كثير الغضب، كان الرسول الله ﷺ أحسن الناس خلقًا -عليه الصلاة والسلام- كان يدعو الناس بالحكمة، كما قال الله -جل وعلا-: ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ [النحل:125] أي بالعلم وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ [النحل:125] قال الله في الكفار قال: وَلَا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ [العنكبوت:46] وهم كفار، فكيف بالمسلمين؟! 

وقال النبي ﷺ: لا تحقرن من المعروف شيئًا، ولو أن تلقى أخاك بوجه طلق وجه طليق يعني منبسط، وقال ﷺ: إنكم لا تسعوا الناس بأموالكم، ولكن يسعهم منكم بسط الوجه، وحسن الخلق.

هكذا ينبغي للداعية أن يكون حسن الخلق، طيب البشر، طلق الوجه، حسن الكلام، طيب الكلام، لا عنيفًا، ولا شديدًا ولا مكفهرًا، وقال الله تعالى: فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ [آل عمران:159]. 

وقال الله لموسى، وهارون لما بعثهما إلى فرعون اللعين الذي يقول: أَنَا رَبُّكُمُ الْأَعْلَى [النازعات:24] أكفر الناس، يقول الله لموسى، وهارون فَقُولَا لَهُ قَوْلًا لَيِّنًا لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى [طه:44].

يقال: إن بعض الوعاظ دخل على الرشيد، فقال: إني سأقول، وأشدد، فتحملني يا أمير المؤمنين: قال: لا يا أخي: لست بأفضل من موسى، وهارون: ولست بأكفر من فرعون: والله قال لموسى، وهارون : فَقُولَا لَهُ قَوْلًا لَيِّنًا  [طه:44] ارفق بي، ارفق بي، لا تتكلم عليَّ كلامًا شديدًا، ذكرني بالحق، هكذا ينبغي الرفق. 

السؤال: بعض الناس يحتج بقصة كعب بن مالك، غضب الرسول ﷺ عليه؟

الجواب: ما غضب النبي ﷺ سأله، ولما أخبره بالحقيقة، قال: صدقكم ثم هجرهم؛ لأنهم عصوا على بصيرة، هذا ليس من باب الاكفهرار، ولا من باب الشناعة، ولا من باب العنف، بل أخبر بالحكم الشرعي، أمر بهجرهم. 

فتاوى ذات صلة