عدم اقتصار الأمر بالمعروف بجهة معينة

السؤال:

إن تحديد الأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر بأناس فرغوا لذلك لا شك أن هذا سيئ، وخطأ، ولكن السؤال هل هؤلاء على علم بالكتاب، والسنة، أم لا؟ والشيء الثاني: هل هو أن الوظيفة التي يقومون بها هي الأمر بالصلاة، مع أن الأمر هو أشمل بكثير من ذلك، نرجو توضيح ذلك؟ 

الجواب:

لهم واجب، عليهم أن يأمروا بالمعروف، وأن ينهوا عن المنكر في كل شيء، لا في أمر الصلاة، وحدها، الواجب على الهيئات جميعًا كما عينوا في هذا الأمر أن يأمروا بالمعروف من حيث هو، وينهوا عن المنكر من حيث هو، ولا يختص بالصلاة، بل يأمرون بالمعروف من حيث الصلاة، ومن جهة الزكاة، ومن جهة الصيام، ومن جهة سائر الأمور التي أمر الله بها -جل وعلا-.

وهكذا ينهون عن المنكر من جميع الوجوه، من جميع المعاصي، ووسائلها، لكن نسأل الله أن يمنحهم النشاط، والقوة، ثم هو لا يختص بهم، الأمر بالمعروف لا يختص بالمفرغين، هذا واجب على الجميع، ما هو خاص بالمفرغين، الله يقول سبحانه: وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ، وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ [التوبة:71] فالأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر واجب على المؤمنين جميعًا، المفرغ، وغير المفرغ، والذي يأخذ معاشًا، والذي ما يأخذ معاشًا واجبهم جميعًا أن يقوموا بهذا الأمر، وليس خاصًا بالموظفين فقط، لا، قال الرسول ﷺ: من رأى منكم منكرًا فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه، وذلك أضعف الإيمان رواه مسلم في الصحيح، هذا عام للجميع. 


وقال -عليه الصلاة والسلام-: ما بعث الله من نبي لأمة قبلي إلا كان له من أمته حواريون، وأصحاب، يأخذون بسنته، ويقتدون بأمره، ، ثم إنها تخلف من بعدهم خلوفًا يقولون ما لا يفعلون، ويفعلون ما لا يؤمرون، فمن جاهدهم بيده؛ فهو مؤمن، ومن جاهدهم بلسانه؛ فهو مؤمن، ومن جاهدهم بقلبه؛ فهو مؤمن، وليس وراء ذلك من الإيمان حبة خردل

فالواجب على المؤمن أن يكون نشيطًا في هذا الأمر، ولا يكل الأمر إلى الهيئات، لا، هذا نقص عظيم، وخطر كبير، الواجب على الجميع أن يكونوا جنودًا لله  وأن يكونوا أمارين بالمعروف، نهائين عن المنكر في جميع الأحوال، لا للوظيفة، ولا بالأمر الرسمي، ولا بالمعاش، بل بالأمر الأزلي من جهة الله بأمر الله، ورسوله، فأمر الله، ورسوله فوق الجميع، فوق جميع الوظائف، فوق جميع الأوامر، في كل مكان، في البر، والمدن، وفي القرى، وفي الطائرة، وفي السيارة، وفي القطار، وفي المسجد، وفي كل مكان، يكون عندهم النية الصالحة، والحسبة، والنشاط في الخير، مع مراعاة الرفق، والأسلوب الحسن، مع مراعاة الحلم، والصبر، والأسلوب الحسن في إنكار المنكر، والدعوة إلى الخير، لعله ينجو، لعله يوفق، لعله يقبل منه. 

فتاوى ذات صلة