الجواب:
الطرق لإزالة المنكر كثيرة، لكن الدعوة إلى الله، والأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر من ذلك، قد يهدي الله به من يشاء .
ومن ذلك القدوة الحسنة، فالآمر، والناهي يتخلق بالأخلاق الفاضلة، ويتباعد عما حرم الله، هو صاحب البيت يتأدب بالآداب الشرعية، ويكون قدوة صالحة، الزوج قدوة صالحة، الأب قدوة صالحة، الولد قدوة صالحة لإخوانه الآخرين، وهكذا أعضاء الهيئة، وهكذا الآمرين بالمعروف يتحرون الخير، ويتأسون بالرسول ﷺ ويسارعون إلى الخيرات، ويتباعدون عن الشر، كل هذا من أعظم الأسباب في نجاح الأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر.
وهكذا الوازع السلطاني، كون الوازع السلطاني يحصل من ولاة الأمور إذا عجز الآمر الناهي؛ ساعدهم ولاة الأمور بالضرب على أيدي المفسدين، وعقابهم بالسجن، وبالضرب، وبالإبعاد، وبغير هذا من وجوه التعزير "إن الله يزع بالسلطان ما لا يزع بالقرآن" كما قال عثمان .
فلا بد من تكاتف هذه الأمور، وتعاون هذه الأمور، ولا يغني بعضها عن البعض الآخر، كل واحد منها جزء من الواجب، وجزء من أسباب الإصلاح، وجزء من أسباب الخير، لكن لا يكفي وحده، بل لا بد من التكاتف في هذا الأمر العظيم، من الخواص، ومن العامة، ولا بد من القدوة الحسنة من الآمر، والناهي، وصاحب البيت، ومن ولاة الأمور، ولا بد من الوازع، تقام الحدود على أصحاب المنكرات، وتقام التعزيرات على أصحاب المنكرات حسب ما يرى ولي الأمر، وحسب ما ترى المحاكم في.. الرادع، إذا كانت المعصية دون الحد، وعلى كل حال لا بد من تكاتف القضاة، والعلماء، وولاة الأمور، وسائر من يقوم بهذا الأمر من كل وجه، ومن كل طريق يعين على إخفاء الرذيلة، وعلى إظهار الحق.