الصبر درع الداعية عند الاستهزاء به وأذيته

السؤال:

أنا شاب أحب الله، وأولياءه الصالحين، ولما من الله علي بالهداية قمت بإطلاق لحيتي، وتقصير ثوبي، والمحافظة على تعليم دين الإسلام، لكني مع ذلك أجد مضايقات من جماعتي، ومن أقاربي وأجد سخرية، واستهزاء، فماذا أرد عليهم، أفيدوني جزاكم الله خيرًا؟

الجواب:

عليك بالصبر، الرسل -عليهم الصلاة والسلام- وجدوا سخرية من قوهم، وآذاهم قومهم.. فَاصْبِرْ كَمَا صَبَرَ أُولُو الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ[الأحقاف:35] عليك بالصبر، والله يقول -جل علا-: إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ [الزمر:10].

ويقول النبي ﷺ: ما أعطي أحد عطاء خيرًا وأوسعَ من الصبر فالرسل أفضل الناس، وأكرمهم على الله، ومع هذا آذاهم قومهم، واستهزؤوا بهم، بل قتلوهم، قتلوا بعضهم.

فالداعي إلى الله، والمؤمن أينما كان لا يضعف، ولا يكسل، فلو كانت الدنيا يعطاها المؤمن بلا شوك، وبلا أذى، تسهل له الأمور، تكون على مطالبه؛ ما بقي كافر في الدنيا، كان كل الناس أسلموا، كل الناس ما عصوا، فلا بد من ابتلاء، وامتحان.

الله يقول: وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ [الأنبياء:35] ويقول سبحانه: وَبَلَوْنَاهُمْ بِالْحَسَنَاتِ وَالسَّيِّئَاتِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ[الأعراف:168] ويقول سبحانه: الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا [الملك:2] فلا بد من الابتلاء والامتحان أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ [العنكبوت:2].

فتاوى ذات صلة