الجواب:
الواجب على الشاب وغير الشاب كالشيخ والرجل والمرأة الواجب شَغْل الوقت في طاعة الله، في نفع عباد الله، والحذر من إضاعته فيما لا فائدة فيه، فالوقت له قيمة ثمينة، يقول ﷺ: من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرًا أو ليصمت فالوقت له شأن: مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ [ق: 18] فَإِنْ لَمْ يَسْتَجِيبُوا لَكَ فَاعْلَمْ أَنَّمَا يَتَّبِعُونَ أَهْوَاءَهُمْ [القصص: 50].
فنصيحتي للشباب وللشيبان وللرجال والنساء نصيحتي للجميع: شغل الوقت في طاعة الله، في الذكر، في حفظ القرآن، في تلاوة القرآن، في التسبيح والتهليل، والتحدث مع الأهل في حاجات البيت بما يحصل به الخير وسعادة البال من دون إثم ولا قطيعة رحم، يتحدث مع أهله، يحدث أهل البيت في حاجاتهم فيما لا محذور فيه من المعاشرة الطيبة، مع أولاده، في الخير، في النصيحة، مع جلسائه، شغل الوقت، الوقت يكون محفوظًا فيما ينفع، قال الله تعالى: وَمَنْ يَعْشُ يعني: يغفل عَنْ ذِكْرِ الرَّحْمَنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَانًا فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ [الزخرف: 36]وقال تعالى: وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا [الكهف: 28] يعني ضائعًا.
قالت عائشة رضي الله عنها: كان النبي ﷺ دائم الذكر، يعني في جميع أوقاته، يذكر الله في كل أحيانه عليه الصلاة والسلام، لا يغفل، في بيته، في الطريق، قائمًا وقاعدًا، هكذا كان ﷺ، كان يذكر الله في كل أحيانه عليه الصلاة والسلام بقلبه ولسانه، فالمؤمن هكذا يكون ذاكرًا لله أينما كان، يتذكر عظمته، ويتذكر حقه، ويتذكر حق العباد، ويتذكر حق أهله وحق أولاده وحق زوجته، وهكذا لا يضيع شيئًا، مع زوجته بالأخلاق الطيبة والأخلاق الكريمة وحسن الخلق وطلاقة الوجه، ومع أولاده كذلك، ومع جلسائه الطيبين ومع المسلمين بالكلام الطيب والأسلوب الحسن، والتذكير بالله والدعوة إليه، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، بكلام طيب، بطلاقة وجه، بعبارات حسنة، بالأسلوب الطيب، بالرفق؛ حتى يؤثر فيمن يتحدث معهم.
يقول ﷺ في الحديث الصحيح: إن الرفق لا يكون في شيء إلا زانه ولا ينزع من شيء إلا شانه ويقول عليه الصلاة والسلام: من يُحرم الرفق يُحرم الخير كله والله يقول سبحانه في وصف نبيه ﷺ: فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ [آل عمران: 159] ويقول جل وعلا لموسى وهارون لما أرسلهما إلى فرعون: فَقُولَا لَهُ قَوْلًا لَيِّنًا لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى [طه: 44] وقال تعالى: وَلَا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِلَّا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ [العنكبوت: 46] حتى أهل الكتاب وهم كفرة بالتي هي أحسن إلا من ظلم، من ظلم له شأن آخر.[1]