بيان حديث: «أنهلك وفينا الصالحون»

السؤال:

إذا ظهرت المنكرات في قوم؛ فإن الله سوف يعذبهم؛ لحديث عائشة -رضي الله عنها- قالت: يا رسول الله أنهلك وفينا الصالحون؟ قال: نعم وبهم يبدأ العذاب إذًا أيها الصالحون لماذا انتشار هذا؟ وما موقف العلماء الساكتين، وكأن على رؤوسهم الطير؟ وهل انتشار الربا والمسجلات والفيديو وبيع المجلات الخليعة وغيرها، أليس هذا فيه ظهور المنكرات إلى آخره؟ 

الجواب:

هذا الحديث عن زينب ليس عن عائشة، وليس هذا لفظه بالتمام، عن زينب بنت جحش أم المؤمنين -رضي الله عنها- أن النبي ﷺ دخل عليها غضبان يقول: ويل للعرب من شر قد اقترب، فتح اليوم من ردم يأجوج ومأجوج مثل هذا وحلق بين أصبعيه السباحة، والوسطى، فقالت له زينب -رضي الله عنها-: يا رسول الله أنهلك وفينا الصالحون؟! قال: نعم إذا كثر الخبث! يعني إذا كثرت المعاصي؛ عم الهلاك، ولا حول ولا قوة إلا بالله.

عمت العقوبات كما قال النبي في الحديث الآخر، في الحديث الصحيح يقول ﷺ: إن الناس إذا رأوا المنكر فلم يغيروه؛ أوشك أن يعمهم الله بعقابه ولا فيه بأنه يبدأ بالصالحين، ليس في الحديث هذا، إنما هذا في أثر آخر: أن ملكًا من الملائكة أمر أن يعذب قرية، فقال: إن فيها فلانًا عبدك الصالح فلان، قال: به فابدأ، فإنه لم يتغير فيَّ قط ،  هذا خبر آخر إسرائيلي.

وأما قولك: لماذا لا تنكرون؟ ولماذا ما أنكروا، ومن قال لك: إنهم ما أنكروا؟ هل أحطت بقلوبهم، وعرفت ما عندهم! قد أنكر العلماء، وكتبوا لولاة الأمور، وبينوا ما يجب، وبينوا أن هذه منكرات، وكلموهم مرات -نسأل الله لنا ولكم ولهم التوفيق-.

لا يجوز للإنسان أن يقول: ما أنكروا وهو ما يعلم، ليس من شرط الإنكار أن يعم في المساجد أن فلانًا أنكر كذا، وفلانًا أنكر كذا، نسأل الله السلامة. 

فتاوى ذات صلة