ما الفرق بين اختلاف الكفار واختلاف أهل الكتاب؟

السؤال:

قوله تعالى: وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ [آل عمران:105]، هذه الآية يعني في اليهود والنَّصارى، وكذلك نجد أنَّ قريشًا لما جاءهم الرسول اختلفوا وتفرَّقوا، مع أنَّ ما عندهم علم مثل: اليهود والنصارى، نفس السبل، نفس الطريقة، يعني: أنكروا كما أنكر أصحابُ الكتاب.

الجواب:

أولئك هم الأساس في الشرِّ، اليهود والنصارى اختلفوا بعدما جاءهم العلمُ، فالله ينهى الأمةَ أن تفعل مثلهم؛ لأنَّ الجهال ما عندهم علم، قريش وأشباههم ما عندهم علم، فالله ينهى أمة محمد أن تختلف كما اختلف أهلُ الكتاب من بعد ما جاءهم العلم، جاءتهم التَّوراة، وجاءهم الإنجيل، واختلفوا، ما اكتفوا بما أُنزل عليهم.

أما اختلاف الكفرة فهذا اختلاف ما له أساس، اختلاف جهلةٍ ما عندهم أشياء يركّزون عليها، فإذا منع الاختلاف المركّز على شيءٍ؛ فالاختلاف المركّز على جهلٍ من باب أوْلى أن يُمنَع.

س: طيب، نفس البينات التي جاءت هؤلاء هي التي جاءت هؤلاء؟

ج: لا، البيِّنات غير، هؤلاء ما عندهم بيِّنات، ما عندهم إلا الجهل، وقريش وأشباههم ما عندهم إلا الجهل، ما عندهم بيِّنات.[1]

  1. شرح كتاب كشف الشبهات 1
فتاوى ذات صلة