الجواب:
على ظاهره، الشرك أنواع:
الشرك الأكبر معروف: عبادة الأوثان، والتَّعلق بالأصنام، ودعاء الأموات، والاستغاثة بالأموات، هذا كله شرك أكبر ظاهر.
ومنه دقيقٌ: ما يكون في القلوب من الرِّياء، وطلب محمدة الناس وثنائهم، فقد يتعبد أو يُصلي أو يصوم أو يقرأ عند الناس، وسرّه في قلبه؛ ليُثنوا عليه ويحمدوه، وقد يقرأ لذلك، وقد يذهب إلى محلات ليُثنى على الذَّهاب إليها: كحلقات العلم، أو المساجد البعيدة؛ ليُصلي فيها، لا لقصد وجه الله، بل للرِّياء.
فالشِّرك يكون فيه أشياء دقيقة تكون في القلوب، ما يعلمها إلا علَّام الغيوب ، من أنواع الرياء؛ ولهذا قال في الحديث الآخر -حديث أبي سعيد- ألا أُخبركم بما هو أخوف عليكم عندي من المسيح الدجال؟ قلنا: بلى يا رسول الله، قال: الشرك الخفي، يقوم الرجلُ فيُصلي فيُزين صلاتَه لما يرى من نظر الرجل إليه، وفي اللَّفظ الآخر: مَن سمَّع سمَّع اللهُ به، ومَن راءى راءى اللهُ به.
فالحاصل: أنَّ الشرك فيه الخفي، وفيه الجلي، فيه الدَّقيق، وفيه الكبير:
فالدَّقيق ما يكون في القلوب، ما يكون في بعض الألفاظ التي لا يفطن لها الناس.
والشِّرك الظاهر ما يراه الناس ويسمعونه: كدعاء الأموات، والاستغاثة بالأموات، وسبّ الإسلام، والطَّعن في الإسلام، وسبّ الأنبياء، أشياء واضحة، نسأل الله العافية.
وما يكون من الشِّرك الخفي: مثل ما قد يشتبه على الناس، مثل: ما شاء الله وشاء فلان، لولا الله والنبي، والأمانة، هذا يخفى على بعض الناس، ولا ينتبه أنه شرك؛ ولهذا يقع في كلام الناس كثيرًا الحلفُ بغير الله، وقول "ما شاء الله وشاء فلان"؛ لجهلهم وقلَّة علمهم.[1]