أسباب وقوع العذاب والهلاك

السؤال:

سمعت كلمة لأحد العلماء في المملكة المعروفين، والمشهود لهم بالخير، وهو يقول فيها: إن سنة الله ماضية إلى يوم القيامة، إذا كثر الكفر والفسوق والعصيان، وانتشرت الرذيلة، إنما هي إشارة على وقوع العذاب والهلاك، فقد أهلك الله الأمم السابقة منهم بالطوفان، ومنهم بالريح إلى غير ذلك، فقد تجاوز الجد الناس في هذا العصر بالكفر والعصيان، وعم البلاء في جميع الأرض إلا ما شاء الله، وهذه المرة لن تكون بالماء، ولا بالهواء، بل بالنار، إن الله منزه عن العبث، ولم توجد الذرة، ولا الهيدروجين، أو ما يسمى بالتسليح النووي إلا لحكمة عالية، إن يومًا من الأيام ستتطهر الأرض، ولن يبقى إلا الجماعة المؤمنة الصادقة، قال تعالى: وَلَا يَزَالُ الَّذِينَ كَفَرُوا تُصِيبُهُمْ بِمَا صَنَعُوا قَارِعَةٌ أَوْ تَحُلُّ قَرِيبًا مِنْ دَارِهِمْ حَتَّى يَأْتِيَ وَعْدُ اللَّهِ [الرعد:31] إلى آخر الآية، ما رأي سماحتكم في هذا؟ 

الجواب:

لا شك أن الأمر عظيم، وأن الواقع ينذر بخطر؛ لأن الشر عم وطم، فلا شك أن الواقع من الناس اليوم من أنواع الكفر والضلال والمعاصي الظاهرة، والجرائم الكثيرة، لا شك أن هذا يؤذن بخطر، وأن الناس على خطر عظيم، ولكن مثل ما أخبر النبي ﷺ: لا تزال طائفة من الأمة منصورة لا يضرهم من خذلهم ولا من خالفهم حتى يأتي أمر الله فلا بد أن تكون هناك بقية باقية من أهل العلم والإيمان على الهدى والاستقامة، لا يضرهم من خذلهم، ولا من خالفهم حتى يأتي أمر الله كما قاله النبي -عليه الصلاة والسلام-.

وسوف يأتي على الناس زمان يهلك الله فيه جميع الكفرة، ولا يبقى إلا الإسلام، وهذا أخبر النبي ﷺ أنه يقع على يد عيسى -عليه الصلاة والسلام- إذا نزل عيسى -عليه الصلاة والسلام- أخبر النبي ﷺ أنه يحكم بما عندنا بشريعة محمد -عليه الصلاة والسلام-وأنه يقتل الخنزير، ويكسر الصليب، ويضع الجزية، ولا يقبلها، ولا يقبل إلا الإسلام فقط، ويهلك الله في زمانه الأديان كلها، حتى لا يبقى إلا الإسلام، وحتى تكون السجدة لله وحده، هذا معناه أنه ينزل بالكافرين عذابًا وشرًا حتى لا يبقى منهم أحد إلا المسلمون، على يد عيسى -عليه الصلاة والسلام-. 

أما قبل ذلك فالامتحان موجود، والابتلاء موجود، يبلو الله بعض الناس ببعض، وهؤلاء يصابون بعذاب، وهؤلاء يصابون بعذاب، والآخرون ينجون سنة الله في عباده. 

وقد أصاب بعض الأمم بعذاب عام، كما أصاب قوم نوح، وقد أصاب قوم هود بعذاب خاص وهي الريح العقيم، وأصاب قوم صالح وهم ثمود بعذاب خاص وهو الصيحة والرجفة، ولم يهلك الآخرون.

كذلك أصاب قوم لوط بخسف، خسف الله بهم ديارهم دون غيرهم، وعاقبهم عقوبة خاصة بهم لما أمعنوا في الفساد والشرك واللواط، وفساد آخر من قطع الطريق، إلى غير ذلك عاقبهم الله عقوبة خاصة، فقلب مدائنهم عليهم، وخسف بهم -نسأل الله العافية-.

وعاقب فرعون وقومه بأن أهلكهم في البحر، وأنجى بني إسرائيل إلى غير هذا من العقوبات التي تقع لبعض الناس، وقد تقع العقوبات بهذه الأسلحة الجديدة كما جرى لليابان في الحرب الأخيرة، وكما جرى لغيرهم من القتل العظيم الذريع الذي مات فيه الملايين من الناس، وقد يصاب اليوم بعض الناس بحروب طاحنة، يهلك فيها مئات الألوف والملايين -نسأل الله العافية- بهذا السلاح الجديد.

وقد تقع عقوبات أخرى، أنتم تشاهدون أيضًا عقوبات طائرات تسقط فيها المئات من الناس يهلكون، وسيارات تصطدم وتنقلب ويموت فيها الجم الغفير من الناس، وهذه كلها نوع من العقوبات -نسأل الله السلامة والعافية-. 

فتاوى ذات صلة