حكم من أُمر بمعروف فقال أنا حر

السؤال:

هناك بعض الناس إذا أمرتهم ونهيتهم قال أحدهم: أنا حر، ما لك دخل، ولا أنت داخل معي القبر، نرجو توضيح ذلك، وحدود الحرية المسموح بها على ضوء قوله تعالى: لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ [البقرة:256].

وكذلك بعض الناس إذا أمرتهم، أو نهيتهم عن منكر، كبعض وسائل الإعلام وغيرها، قال: لو فيه شيء ما جابته الدولة، وغير ذلك؟

الجواب:

هذا غلط، قوله: أنا حر هذا غلط، هذه كلمة شيطانية لا تجوز، ليس بحر في ترك ما أوجب الله، أو فعل ما حرم الله، حر في التصرف في ماله، وبيعه وشرائه، إذا كان رشيدًا؛ فهو حر في هذه الأمور، أما في ركوب معاصي الله أو في ترك ما أوجب الله؛ فليس بحر، بل يجب عليه التقييد بالدين، وأن يلتزم بالدين، وأن لا يخالف ما شرعه الله، وعلى إخوانه الإنكار عليه إذا تعدى الحدود، فترك الواجبات، أو بعض الواجبات، أو ركب بعض المحارم ليس بحر، بل يجب الإنكار عليه، ويجب أن يتقيد بشرع الله، يقول الله سبحانه: تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ فَلَا تَعْتَدُوهَا [البقرة:229].

ويقول في المعاصي: تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ فَلَا تَقْرَبُوهَا [البقرة:187] فالمؤمن مأمور، المسلم مأمور بأن يلزم الحدود، ولا يتجاوز الحدود، ويتقيد بشرع الله، ويتباعد عن محارم الله، أما قوله: أنا حر، ما أنت معي في القبر، هذا غلط، هذا الكلام من مكائد الشيطان، يود الشيطان أن كل واحد يقول هذا؛ حتى لا يقبل من أخيه نسأل الله العافية.

وكذلك قول بعض الناس: لو كان هذا منكر لما دخل في البلاد، أو لما أقرته الدولة هذا غلط، ليست الدولة معصومة، قد يقع منها ما يقع من غيرها من الخطأ والزلل، قد يدخل الشيء خفية عليها، وقد يوجد بين الناس ما لم تسمح به الدولة. 

فالمقصود: أن الدولة ليست ميزانًا، الميزان: ما قال الله ورسوله، الدولة قد تخطئ، وقد تغلط، وقد تعصي، وليست معصومة، وليست حجة في حل ما حرم الله، ولا في إسقاط ما أوجب الله، هذا ما يقوله إلا جاهل لا يعرف الشرع، الشرع: قال الله، قال رسوله، وليس ما قالت: الدولة الفلانية، أو الدولة الفلانية. 

فتاوى ذات صلة