الجواب:
الحمد لله، وصلى الله وسلم على رسول الله، وعلى آله وأصحابه، أما بعد:
فطلب الكتب ليس هنا، طلب الكتب في محله في دار الإفتاء في محل العمل، ولا بأس أن يعطى كتب لهؤلاء، لعل الله يهديهم بأسباب ذلك بلغتهم، ولكن من عمل معهم؛ فعليه أن يحذر أن يتخذهم أصدقاء وأصحابًا، ونحو ذلك، ولكن يدعوهم إلى الله، ويرغبهم في الخير، هذا أمر مطلوب؛ لعل الله أن يهديهم به، أو يهدي بعضهم، وقد سمعتم فيما تقدم قول النبي ﷺ لعلي : لأن يهدي الله بك رجلًا واحدًا خير لك من حمر النعم وقال ﷺ: من دل على خير فله مثل أجر فاعله.
فمن بلي بهؤلاء في أي عمل نصارى أو غير نصارى أو بوذيين أو غيرهم؛ فليحرص على دعوتهم إلى الله، وأن يكون في إسلامه مثال خير، يكون المسلم الذي يمثل الخير في إسلامه بمحافظته على الصلوات، ومن صدقه في الحديث، ومن أدائه الأمانة، ومن نصحه للمسلمين، ومن بعده عن الغش والخيانة، إلى غير هذا من أخلاق المسلمين الطيبة، حتى يكون قدوة صالحة إذا رآه أعداء الله، ورأوا أخلاقه العظيمة، وصفاته الحميدة؛ كان هذا من أسباب دعوتهم إلى الله بالفعل.