الجواب:
سوء الظن بالناس إلى هذا الحد لا ينبغي، سوء الظن بالناس إلى هذا الحد أنهم يحبونهم أعظم من حب الصحابة، هذا ما يقع من مسلم، لكن على كل حال في الناس من السفهاء من يحب الفنانين، ويحب اللاعبين أكثر مما يحب الاشتغال بالطاعة التي ليست واجبة عليه، وهذا من الجهل، ومن قلة البصيرة؛ ولأن النفوس لها عادات تحب أن تنفذها من اللعب والمرح، وسماع ما قد يروق لها من أغاني، أو أشعار، لكن هذا فيه تفصيل.
فإن كانت الأغاني المعروفة التي يستعملها الناس في الحب، والعشق، ونحو ذلك، وذكر النساء، وحال النساء، هذه لا شك أنها محرمة، وإذا كان معها طبل، أو موسيقى، أو معها العود أو معها أنواع من آلات الملاهي المحرمة، فجنس الغناء محرم عند أكثر أهل العلم كما قال الله -جل وعلا: وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ [لقمان:6] قال أكثر العلماء إنه الغناء، وإذا كان معه آلات الملاهي صار أكثر تحريمًا وأشد إثمًا حتى حكى غير واحد إجماع أهل العلم على ذلك ابن الصلاح -رحمه الله-.
المقصود أن الغناء من حيث هو من اللهو المحرم الذي قال فيه أكثر العلماء إنه المراد في قوله تعالى: وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ [لقمان:6] أما الأشعار العربية التي تعرف بلحون العرب، ما هي بلحون الغناء، فهذه ما كان منها طيبًا؛ أبيح سماعه، كشعر حسان، وشعر عبدالله بن أبي أوفى، وابن رواحة، وفلان وفلان.
المقصود الأشعار التي يقولها العرب بلحون العرب في الجود، بالكرم، بالشجاعة، بالحرب، بالصناعة في غير هذا من الوجوه الطيبة، هذه تسمع، وفيها فائدة، وقد قال النبي ﷺ: إن من الشعر حكمة.
أما الأشعار التي في ذم الدين، أو في مدح عاصٍ، أو الخمور، فهذه محرمة كالنثر، فحسنه حسن وقبيحه قبيح، فما كان في سبيل الله، وفي طاعة الله، من الأشعار العربية والأشعار الأخرى في مدح الحق والدعوة إلى الحق، ونشر الفضيلة؛ فهذه لا بأس بها، وما كان من الأشعار في ذم الحق أو في الدعوة إلى الرذائل، أو المسكرات، أو الزنا والفواحش هذا محرم، سواء كان شعرًا عربيًا أو نبطيًا أو عجميًا أو نثرًا كله محرم؛ لأنه يدعو إلى الباطل -نسأل الله العافية-.
وأما كرة القدم والعرضات، فهذه إن كانت تشغل عن الصلاة أو يظهر فيها عورات؛ منعت، أما إن كانت في وقت لا يظهر فيها عورة، ولا تشغل عن واجب؛ فلا حرج فيها كأن تكون في وقت الضحى قبل الصلاة بوقت للتدرب على سير الأقدام، أو قوة البدن وما أشبه ذلك، أو حمل السلاح كالسيوف، والبنادق، والرماح، وأشباه ذلك مما يستعان به في الحرب كالدرق، والحراب كما فعل الحبشة في مسجد النبي ﷺ في عهده -عليه الصلاة والسلام- فهذا لا بأس به، وهذا من باب التدرب، من باب إعداد القوة، ولكن لا يكون فيها ما حرم الله من موسيقى، وطبول، وآلات الملاهي لا، بل تكون بالسيوف، بالرماح، بالدرق والحراب، بأشباه ذلك، والأشعار العربية التي فيها مدح الشجاعة، ومدح الكرم، ومدح القوة، وما أشبه ذلك، هذا مقام تفصيل.
السؤال: ما معنى فنان في اللغة، بعضهم يقول معناه حمار؟
الجواب: لا، الذي نعرفه: الفنان صاحب الفن، الذي عنده معرفة فن الغناء، أو فن آخر، كفن الموسيقى، أو فن كذا، أو فن كذا، الفنون تختلف، قد يكون فنًا محرمًا، وقد يكون فنًا جائزًا، الفنون التي فيما أباح الله من فن، كيف يصنع كذا؟ كيف يعمل كذا مما أباح الله؟ هذا له حكمه.
والفنون التي تتعلق بالأغاني المحرمة، أو بصناعة آلات الملاهي، أو ما أشبه ذلك، لها حكمها، فالفنان فيما نسمع عنه أنه هو الذي يتعاطى الأغاني، ويتفنن في الأغاني، كيف يلقيها، وكيف يشجع عليها، وقد يدخل في ذلك من يكون عنده معرفة بالطرب، كيف يضرب الآلة عند الغناء كيف يعزف؟
السؤال: حصيلة المغني مباح؟
الجواب: لا ما هو مباحٌ.