هل تُحشر المرأة مع زوجها يوم القيامة؟

السؤال:
علمنا أنَّ المرأة إن كانت صالحةً حُشرت مع زوجها يوم القيامة، وإن كان زوجُها من أهل النار -والعياذ بالله- أين تكون زوجته الصَّالحة؟ ومع مَن تُحشر؟

الجواب:
الشيخ: قوله تعالى: احْشُرُوا الَّذِينَ ظَلَمُوا وَأَزْوَاجَهُمْ [الصافات:22]، ليس المراد به: الزوجات، فأزواجهم: أشباههم ونُظراؤهم في العمل السيئ، أو العمل الطيب.
وهكذا قوله: وَإِذَا النُّفُوسُ زُوِّجَتْ [التكوير:7] يعني: زُوِّج كلُّ إنسانٍ بقرينه، ومن يعمل عمله.
فقوله سبحانه: احْشُرُوا الَّذِينَ ظَلَمُوا وَأَزْوَاجَهُمْ ليس المراد: زوجاتهم، لا، المراد بأزواجهم: أشباههم ونُظراؤهم، فزيد وعمرو إذا تساوا فهو زوجه، سواء في العمل، فأزواجهم: نظراؤهم وأشباههم في عمل الخير والشرِّ، فهؤلاء الظالمون يُحشرون مع أشباههم في الشرك والفساد، كما يُحشر المؤمنون مع نُظرائهم إلى الجنة والسعادة.
أما الزوج والزوجة فلهما أمرٌ آخر: إذا صلح الزوجُ والزوجةُ صارا جميعًا من أهل الجنة، أما كونها تتزوج عليه أو لا تتزوج عليه فهذا شيءٌ آخر الله أعلم به جلَّ وعلا، قد يكون لها أزواجٌ –المرأة- فليس من المُتحتم أن تكون مع فلانٍ أو فلانٍ.
قد جاء في حديثٍ فيه ضعفٌ رواه الطبراني وجماعة: أن الزوجة تُخيّر إذا كان لها أزواجٌ، فتختار أحسنَهم خلقًا إذا دخلت الجنة، ولكن في سنده ضعفٌ ومقالٌ.
فالمقصود أنها إذا كان لها أزواج فالله أعلم بمَن تكون له منهم، وكذلك إذا كان لها زوجٌ واحدٌ، الله أعلم: هل تكون معه في الجنة، أو تكون أعلى منه، أو يكون أعلى منها، أو تُزوّج بغيره؟ هذا إلى الله سبحانه، ليس عندنا نصٌّ واضحٌ في هذا المقام.
فتاوى ذات صلة