الجواب:
سبق لكم في جواب الشيخ عبدالله بن عبدالرحمن أن الأمور العادية، ويلحق بها ما يكون من الصناعات، كل هذا لا تعلق له بالبدع، البدع ما يكون في القربات، والطاعات، والعبادات، هذه محل البدع.
أما ما يحدث الناس في أمور الصناعة، والمراكب، والملابس، وغير ذلك، فهذه ليس لها دخل في البدع، وليست من البدع في شيء، والإسلام يحث على العلم، ويحث على ما ينفع الناس، كما قال النبي ﷺ احرص على ما ينفعك، واستعن بالله.
ولا شك أن استنباط البترول، وإيجاد الصناعات النافعة فيما ينفع الناس في مراكبهم، وفي مجامعهم، وغير ذلك أمر مطلوب، وهكذا ما ينفع الناس في أطعمتهم، وفي غير ذلك كله مطلوب، وليس من البدع، لكن لا بدّ أن يوزن بالميزان الشرعي، فما أحدث الناس في شيء يخالف شرع الله؛ يمنع، أما شيء لا يخالف شرع الله مصانع .. مراكب .. مراكب الفضاء.. مكائن زراعية.. هذا كله طيب، ونافع.
وهكذا ما يتعلق بالملابس، وما يتعلق بالمزارع، ورش المزارع، كل ما ينفع الناس لا بأس به، بشرط ألا يكون محرمًا، فالملابس إذا أحدث الناس ملابس من الحرير للرجال؛ يمنع، لأن الحرير ممنوع على الرجال.
كذلك إذا أحدث الناس شيئًا يخالف شرع الله في استعمالهم له؛ منع من جهة استعمالهم له، لا من جهة أنه محدث، فالحدث في الأمور العادية ليس له تعلق بالبدع، البدع في أمور الدين، أمور العبادات فقط.