الجواب: بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله، وصلى الله وسلم على رسول الله وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه.
أما بعد: فقد أجمع المسلمون قاطبة على أن الأنبياء عليهم الصلاة والسلام ولاسيما خاتمهم محمد ﷺ معصومون من الخطأ فيما يبلغونه عن الله عز وجل من الأحكام، كما قال : وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى [النجم:1-4]، فنبينا محمد عليه الصلاة والسلام معصوم في كل ما يبلغه عن الله من الشرائع قولاً وفعلاً، هذا لا نزاع فيه بين أهل العلم.
وقد ذهب جمهور أهل العلم أيضاً إلى أنه معصوم من المعاصي الكبائر دون الصغائر، وقد تقع الصغيرة لكنه لا يقر عليها بل ينبه عليها فيتركها، أما في أمور الدنيا فقد يقع الخطأ ثم ينبه على ذلك كما وقع له ﷺ لما مر على جماعة يلقحون، قال: ما أظنه يضره لو تركتموه، فلما تركوه صار شيصاً فأخبروه، فقال عليه الصلاة والسلام: إنما قلت ظناً وأنتم أعلم بأمر دنياكم، أما ما أخبركم به عن الله فإني لن أكذب على الله، فبين عليه الصلاة والسلام أن الناس أعلم بأمور دنياهم؛ كيف يلقحون، كيف يغرسون، كيف يبذرون، كيف يحصدون.. إلى غير ذلك من أمور دنياهم، كيف يعمرون مساكنهم.. إلى غير ذلك، وهذا الحديث رواه مسلم في الصحيح.
أما ما يبلغه عن الله من أمور الدين من العبادات والأحكام، هذا حلال وهذا حرام، إن الله أمر بكذا أو نهى عن كذا، أو أن هذا فيه كذا من النفع وهذا فيه من الضرر كذا هذا كله حق، ولا ينطق عن الهوى عليه الصلاة والسلام بل هو معصوم في ذلك عليه الصلاة والسلام، فقول من قال: إنه يخطي. بهذا الإطلاق هذا غلط، لا يجوز هذا الإطلاق ولا ينبغي أن يقال هذا الإطلاق.
أما لو قال: إنه قد يقع منه خطأ في أمور الدنيا وينبه على ذلك أو في بعض المسائل المعاصي الصغيرة، هذا قاله جمهور أهل العلم ولكنه لا يقر على الخطأ بل ينبه على ذلك فيبين للناس ما قد وقع من الخطأ، كما قد وقع في مسألة اللقاح، تلقيح النخل فبين لهم عليه الصلاة والسلام أنه قاله عن ظنه لا عن وحي من الله، فبين لهم أنه إذا كان ينفعهم فليعملوه، فعلم بذلك أن أمور الدنيا إلى الناس.
وأما ما يخبر به عن الله أو يجزم به ويقول فيه كذا وكذا، مثلما أخبر عن أشياء كثيرة عليه الصلاة والسلام، أخبر عن الحبة السوداء: أنها شفاء من كل داء، وأخبر عليه الصلاة والسلام عن العسل وأنه فيه الشفاء كما أخبر الله بذلك في كتابه العظيم، فهذا كله حق وهكذا ما أمر به من الأحكام؛ من صلاة وصوم وزكاة وصدقات كله حق، وهكذا ما نهى عنه من المعاصي والمخالفات كله حق بإجماع المسلمين ليس فيه خطأ بل كله حق وكله نطق به عن حق عليه الصلاة والسلام.
وقول مالك رحمه الله: ما منا إلا راد ومردود عليه إلا صاحب هذا القبر. هذا كلام صحيح تلقاه العلماء بالقبول، ومالك رحمه الله من أفضل علماء المسلمين وهو إمام دار الهجرة في زمانه في القرن الثاني وكلامه هذا كلام صحيح تلقاه العلماء بالقبول، كل فرد من أفراد العلماء يرد ويرد عليه، قد يخطي في بعض المسائل، أما الرسول صلى الله عليه وسلم فهو لا يقول إلا الحق عليه الصلاة والسلام فليس يرد عليه بل كلامه كله حق فيما يبلغه عن الله وفيما يجزم به ويقول: إنه كذا وكذا. جازم فهذا كله حق.
وهكذا حديث الذباب، أخبر به جازماً فقال: إذا وقع الذباب في شراب أحدكم فليغمسه ثم لينزعه، فإن في أحد جناحيه داء وفي الآخر شفاء، فهذا حديث صحيح رواه البخاري في صحيحه وله شواهد من حديث أبي سعيد الخدري ومن حديث أنس وهو حديث صحيح تلقاه الأمة بالقبول، ومن طعن فيه فهو غالط وجاهل ولا يجوز أن يعول عليه، ومن قال: إنه من أمور الدنيا وأنه داخل في حديث: أنتم أعلم بأمر دنياكم فقد غلط؛ لأن الرسول ﷺ جزم بهذا ما قال: أظن. جزم وأمر، هذا تشجيع من الرسول ﷺ؛ لأنه قال: إذا وقع الذباب في شراب أحدكم فليغمسه ثم لينزعه.
فهذا أمر منه ﷺ وتشريع، وهو لا يغلط في الشرائع ولا يقول إلا الحق عليه الصلاة والسلام، ومن زعم أن هذا الحديث غلط أو مخالف من باب اللواقح فقد غلط هو وجهل وقال ما لم يحط به علماً، والرسول أعلم بذلك؛ لأنه لا ينطق عن الهوى عليه الصلاة والسلام، فالمشروع للمؤمن إذا وقع الذباب في شرابه من لبن أو ماء أنه يغمسه ثم يطرحه ثم يشرب شرابه إذا شاء ويأخذ طعامه إذا شاء ليس فيه بأس، فالداء الذي في أحد جناحيه الذي يتقي به يزيله ما في الجناح الثاني ويبقى الشراب واللبن سليماً لا شيء فيه، كما قاله المصطفى عليه الصلاة والسلام. نعم.
أما بعد: فقد أجمع المسلمون قاطبة على أن الأنبياء عليهم الصلاة والسلام ولاسيما خاتمهم محمد ﷺ معصومون من الخطأ فيما يبلغونه عن الله عز وجل من الأحكام، كما قال : وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى [النجم:1-4]، فنبينا محمد عليه الصلاة والسلام معصوم في كل ما يبلغه عن الله من الشرائع قولاً وفعلاً، هذا لا نزاع فيه بين أهل العلم.
وقد ذهب جمهور أهل العلم أيضاً إلى أنه معصوم من المعاصي الكبائر دون الصغائر، وقد تقع الصغيرة لكنه لا يقر عليها بل ينبه عليها فيتركها، أما في أمور الدنيا فقد يقع الخطأ ثم ينبه على ذلك كما وقع له ﷺ لما مر على جماعة يلقحون، قال: ما أظنه يضره لو تركتموه، فلما تركوه صار شيصاً فأخبروه، فقال عليه الصلاة والسلام: إنما قلت ظناً وأنتم أعلم بأمر دنياكم، أما ما أخبركم به عن الله فإني لن أكذب على الله، فبين عليه الصلاة والسلام أن الناس أعلم بأمور دنياهم؛ كيف يلقحون، كيف يغرسون، كيف يبذرون، كيف يحصدون.. إلى غير ذلك من أمور دنياهم، كيف يعمرون مساكنهم.. إلى غير ذلك، وهذا الحديث رواه مسلم في الصحيح.
أما ما يبلغه عن الله من أمور الدين من العبادات والأحكام، هذا حلال وهذا حرام، إن الله أمر بكذا أو نهى عن كذا، أو أن هذا فيه كذا من النفع وهذا فيه من الضرر كذا هذا كله حق، ولا ينطق عن الهوى عليه الصلاة والسلام بل هو معصوم في ذلك عليه الصلاة والسلام، فقول من قال: إنه يخطي. بهذا الإطلاق هذا غلط، لا يجوز هذا الإطلاق ولا ينبغي أن يقال هذا الإطلاق.
أما لو قال: إنه قد يقع منه خطأ في أمور الدنيا وينبه على ذلك أو في بعض المسائل المعاصي الصغيرة، هذا قاله جمهور أهل العلم ولكنه لا يقر على الخطأ بل ينبه على ذلك فيبين للناس ما قد وقع من الخطأ، كما قد وقع في مسألة اللقاح، تلقيح النخل فبين لهم عليه الصلاة والسلام أنه قاله عن ظنه لا عن وحي من الله، فبين لهم أنه إذا كان ينفعهم فليعملوه، فعلم بذلك أن أمور الدنيا إلى الناس.
وأما ما يخبر به عن الله أو يجزم به ويقول فيه كذا وكذا، مثلما أخبر عن أشياء كثيرة عليه الصلاة والسلام، أخبر عن الحبة السوداء: أنها شفاء من كل داء، وأخبر عليه الصلاة والسلام عن العسل وأنه فيه الشفاء كما أخبر الله بذلك في كتابه العظيم، فهذا كله حق وهكذا ما أمر به من الأحكام؛ من صلاة وصوم وزكاة وصدقات كله حق، وهكذا ما نهى عنه من المعاصي والمخالفات كله حق بإجماع المسلمين ليس فيه خطأ بل كله حق وكله نطق به عن حق عليه الصلاة والسلام.
وقول مالك رحمه الله: ما منا إلا راد ومردود عليه إلا صاحب هذا القبر. هذا كلام صحيح تلقاه العلماء بالقبول، ومالك رحمه الله من أفضل علماء المسلمين وهو إمام دار الهجرة في زمانه في القرن الثاني وكلامه هذا كلام صحيح تلقاه العلماء بالقبول، كل فرد من أفراد العلماء يرد ويرد عليه، قد يخطي في بعض المسائل، أما الرسول صلى الله عليه وسلم فهو لا يقول إلا الحق عليه الصلاة والسلام فليس يرد عليه بل كلامه كله حق فيما يبلغه عن الله وفيما يجزم به ويقول: إنه كذا وكذا. جازم فهذا كله حق.
وهكذا حديث الذباب، أخبر به جازماً فقال: إذا وقع الذباب في شراب أحدكم فليغمسه ثم لينزعه، فإن في أحد جناحيه داء وفي الآخر شفاء، فهذا حديث صحيح رواه البخاري في صحيحه وله شواهد من حديث أبي سعيد الخدري ومن حديث أنس وهو حديث صحيح تلقاه الأمة بالقبول، ومن طعن فيه فهو غالط وجاهل ولا يجوز أن يعول عليه، ومن قال: إنه من أمور الدنيا وأنه داخل في حديث: أنتم أعلم بأمر دنياكم فقد غلط؛ لأن الرسول ﷺ جزم بهذا ما قال: أظن. جزم وأمر، هذا تشجيع من الرسول ﷺ؛ لأنه قال: إذا وقع الذباب في شراب أحدكم فليغمسه ثم لينزعه.
فهذا أمر منه ﷺ وتشريع، وهو لا يغلط في الشرائع ولا يقول إلا الحق عليه الصلاة والسلام، ومن زعم أن هذا الحديث غلط أو مخالف من باب اللواقح فقد غلط هو وجهل وقال ما لم يحط به علماً، والرسول أعلم بذلك؛ لأنه لا ينطق عن الهوى عليه الصلاة والسلام، فالمشروع للمؤمن إذا وقع الذباب في شرابه من لبن أو ماء أنه يغمسه ثم يطرحه ثم يشرب شرابه إذا شاء ويأخذ طعامه إذا شاء ليس فيه بأس، فالداء الذي في أحد جناحيه الذي يتقي به يزيله ما في الجناح الثاني ويبقى الشراب واللبن سليماً لا شيء فيه، كما قاله المصطفى عليه الصلاة والسلام. نعم.