الجواب: بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه.
أما بعد: فأهل الكتاب مثل ما بينهم الله في كتابه هم اليهود والنصارى ، سموا أهل الكتاب لأن الله أنزل عليهم كتابين؛ على بني إسرائيل، الأول على موسى وهو التوراة، والثاني على عيسى وهو الإنجيل، فلهذا يقال لهم: أهل الكتاب، ويقال لهم: أهل الكتابين، ولهم أحكام تخصهم غير أحكام بقية المشركين، وهم يجتمعون مع غيرهم من الكفار باسم الكفر والشرك، فهم كفار ومشركون كعباد الأوثان وعباد النجوم وعباد الكواكب وسائر الكفرة الملحدين.
ولكنهم لهم خصائص بأسباب أنهم تلقوا هذين الكتابين عن أنبيائهم الماضين عن موسى وهارون وعن عيسى عليهم الصلاة والسلام، والله جعل لهم أحكامًا خاصة، منها: حل ذبائحهم التي لم تذبح لغير الله، لم يهلوها لغير الله، ولم يذكروا عليها غير اسم الله، ولم يوجد ما يحرمها، فهذه حل لنا كما قال الله سبحانه: وَطَعَامُ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حِلٌّ لَكُمْ وَطَعَامُكُمْ حِلٌّ لَهُمْ [المائدة:5].
وكذلك نساؤهم حل لنا، المحصنات العفيفات الحرائر كما في قوله سبحانه: وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ [المائدة:5] الآية، فهذان حكمان يخصان أهل الكتاب: حل النساء المحصنات منهم، وحل ذبائحهم التي لم يهلوها لغير الله، ولم يذبحوها على غير شرع الله.
أما بقية المشركين فلا تحل لنا ذبائحهم ولا نساؤهم.
وهناك أمر ثالث: وهو أخذ الجزية، تؤخذ منهم الجزية أيضًا وهي مال يضرب عليهم كل عام على رجالهم الذين يستطيعون ذلك ويشاركوهم في هذا الحكم المجوس عباد النار؛ لأن الرسول أخذها منهم عليه الصلاة والسلام كما أخذها من أهل الكتاب.
فهذه الأحكام الثلاثة تخص أهل الكتاب، والحكم الأخير وهو الثالث وهو أخذ الجزية فيشترك معهم فيه المجوس .
وذهب بعض أهل العلم إلى أخذ الجزية أيضًا من غير هؤلاء، على خلاف معروف بين أهل العلم في أخذها من عباد الأوثان ومن عباد الكواكب ومن غيرهم من المشركين.
ولكن المشهور عند جمهور أهل العلم أن الجزية لا تؤخذ إلا من أهل الكتابين ومن المجوس .
أهل الكتاب وحكمهم
السؤال: السؤال الأول ورد من الأخ المستمع الذي رمز إلى اسمه بـ (ف. ر. ع) من جمهورية اليمن، تحتوي رسالته على سؤالين، السؤال الأول فيها، يقول فيه: من هم أهل الكتاب؟ أفيدونا أفادكم الله؟