ما يستحب من الدعاء في الصلاة ومواطنه

السؤال:

يقول: إذا كان الإنسان إماماً، فهل يجوز له الدعاء في سجوده مثل: رب اغفر لي ذنبي كله دقه وجله أوله وآخره وغير ذلك، كذلك الدعاء بعد التشهد الأخير مثل قوله: أعوذ بالله من عذاب جهنم وعذاب القبر وفتنة المحيا وفتنة المسيح الدجال ؟ وهل يستحب للإمام وغيره في الصلاة المفروضة الدعاء في السجود وبعد التشهد الأخير والزيادة في التسبيح في الركوع والسجود أم أنه يقتصر على أدنى الكمال؟ 

الجواب:

المشروع للجميع الإمام والمنفرد والمأموم، يشرع للجميع الدعاء في السجود يقول النبي ﷺ: أما الركوع فعظموا فيه الرب، وأما السجود فاجتهدوا في الدعاء فقمن أن يستجاب لكم، يعني: حري أن يستجاب لكم، رواه مسلم في الصحيح، ويقول أيضاً عليه الصلاة والسلام: أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد فأكثروا الدعاء خرجه مسلم في الصحيح أيضاً.

فالسنة للجميع الإمام والمأموم والمنفرد والرجل والمرأة الإكثار من الدعاء في السجود، ومن دعائه ﷺ في السجود: اللهم اغفر لي ذنبي كله، دقه وجله، وأوله وآخره، وعلانيته وسره رواه مسلم في الصحيح من دعاء النبي عليه الصلاة والسلام.

ومن الدعاء الحسن في السجود أن يقول: اللهم اغفر لي ولوالدي ولجميع المسلمين، ويقول: اللهم أصلح قلبي وعملي وارزقني الفقه في ديني، ويقول: اللهم يا مقلب القلوب! ثبت قلبي على دينك، ومن التسبيح: سبحانك اللهم ربنا وبحمدك اللهم اغفر لي.. سبوح قدوس رب الملائكة والروح ويكرر ذلك ما تيسر.

ويقول في السجود أيضاً: سبحان ربي الأعلى، سبحان ربي الأعلى، لا يقتصر على الواجب مرة بل يزيد ثلاثاً أو خمساً أو سبعاً هذا أفضل وهكذا في الركوع يقول: سبحان ربي العظيم سبحان ربي العظيم سبحان ربي العظيم، وأدنى الكمال ثلاثة وإن زاد فهو أفضل خمساً وسبعاً وعشراً فهو أفضل، لكن يتحرى الإمام ألا يشق على الناس تكون صلاته وسطاً ليس فيها تطويل يشق على الناس ولا تخفيف يخل بالواجب ولكن بين ذلك.

ويكثر من قوله في الركوع والسجود: سبحانك اللهم ربنا وبحمدك اللهم اغفر لي، سبوح قدوس رب الملائكة والروح، تقول عائشة رضي الله عنها: كان النبي ﷺ يكثر أن يقول في ركوعه وسجوده: سبحانك اللهم ربنا وبحمدك اللهم اغفر لي متفق على صحته، ويقول ﷺ في السجود والركوع: سبوح قدوس رب الملائكة والروح، ويدعو في التشهد الأخير بعد الصلاة على النبي ﷺ يدعو: اللهم إني أعوذ بك من عذاب جهنم ومن عذاب القبر ومن فتنة المحيا والممات ومن فتنة المسيح الدجال اللهم أعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك اللهم اغفر لي ما قدمت وما أخرت وما أسررت وما أعلنت وما أسرفت وما أنت أعلم به مني أنت المقدم وأنت المؤخر لا إله إلا أنت، ومن الدعاء المشروع: اللهم إني ظلمت نفسي ظلماً كثيرا ولا يغفر الذنوب إلا أنت فاغفر لي مغفرةً من عندك وارحمني إنك أنت الغفور الرحيم هذا دعاء عظيم مشروع في السجود وفي التشهد قبل السلام، ومن الدعاء المشروع قبل السلام: اللهم إني أعوذ بك من البخل، وأعوذ بك من الجبن، وأعوذ بك أن أرد إلى أرذل العمر، وأعوذ من فتنة الدنيا ومن عذاب القبر.

وإن دعا بغير هذه من الدعوات الطيبة فكله حسن قبل أن يسلم.

لكن إذا كان إماماً لا يطول تطويلاً كثيراً على الناس حتى لا يشق عليهم، أما المأموم تبع إمامه يدعو حتى يسلم إمامه، والمنفرد له أن يطول ما شاء؛ لأنه ليس خلفه ما يشق عليه، فله أن يصلي كيف شاء مع مراعاة الأمر الشرعي في كل شيء. نعم.

المقدم: جزاكم الله خيراً. 

فتاوى ذات صلة