حكم إعفاء اللحية وأدلة ذلك

السؤال:

ننتقل بعد هذا إلى السؤال الثاني لأخينا من دمشق (ع. ع) يقول: هل إعفاء اللحية، وإرسالها واجب أم فرض أم سنة لا يعاقب تاركها، ولكن يثاب فاعلها؟ وما هي الأدلة؟

جزاكم الله خيرًا.

الجواب:

إعفاء اللحية من أهم الفرائض، واجب على الصحيح من أقوال أهل العلم؛ لأن الرسول ﷺ قال: قصوا الشوارب، واعفوا اللحى، خالفوا المشركين متفق على صحته عند البخاري ومسلم -رحمة الله عليهما-، وقال أيضًا -عليه الصلاة والسلام-: قصوا الشوارب، ووفروا اللحى، خالفوا المشركين رواه البخاري وغيره، وقال أيضًا -عليه الصلاة والسلام-: جزوا الشوارب، وأرخوا اللحى، خالفوا المجوس رواه مسلم في الصحيح، فهو ﷺ قال: اعفوا أرخوا وفروا.

وهذا كله يدل على الوجوب؛ لأن الأوامر من الرسول ﷺ يجب أن تحمل على الوجوب، ويجب أن نتمسك بها، إلا بدليل يدل على أنها للاستحباب، ولم يرد فيما نعلم من الشرع ما يدل على الاستحباب، والله يقول سبحانه: وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا [الحشر:7] ويقول: قُلْْ أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ [النور:54]، فعلينا أن نطيع الرسول ﷺ وأن نأخذ بما أتانا به -عليه الصلاة والسلام-، ومن قال: إنها سنة فقط فعليه الدليل، الأوامر للوجوب هذا هو الأصل إلا بدليل يدل على الاستحباب.
أما ما رواه الترمذي -رحمه الله- أنّ النبي ﷺ "كان يأخذ من لحيته من طولها وعرضها" فهو حديث غير صحيح كما بين أهل العلم، ولو صح لقلنا به، وأخذنا به، ولكنه لا يصح؛ لأن في إسناده عمر بن هارون البلخي، وهو متهم بالكذب؛ فلهذا أعرض عنه أهل العلم، والأحاديث الصحيحة هي التي بينا، يقول فيها النبي ﷺ: قصوا الشوارب، وأعفوا اللحى، قصوا الشوارب، ووفروا اللحى، خالفوا المشركين، جزوا الشوارب، وأرخوا اللحى؛ خالفوا المجوس.

فنصيحتي لكل مسلم أن يتقي الله، وأن يوفر اللحية، وأن يعفيها طاعة لله ولرسوله -عليه الصلاة والسلام-، وحذرًا من مشابهة المشركين، نسأل الله للجميع الهداية والتوفيق.

المقدم: اللهم آمين، جزاكم الله خيرًا، وأحسن إليكم. 

فتاوى ذات صلة