الجواب:
السحر أنواع كثيرة، منها: ما يكون بالعقد، والنفث، كما قال -جل وعلا-: وَمِنْ شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ [الفلق:4].
ومنها: ما يكون بالأدوية مخصوصة، وأعمال مخصوصة يعقدها، ويفعلها الساحر حتى يتم ما أراد -بإذن الله- كما قال سبحانه: وَمَا هُمْ بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ [البقرة:102].
فطرق السحرة فيما يفعلون من العقد، والشر الذي يريدون إيقاعه للمسحور لهم طرق كثيرة، قد يقع بسحرهم -بإذن الله وقدره- وقد لا يقع، فهو تحت إذن الله، ومشيئته -جل وعلا-.
وقد وقع السحر للنبي ﷺ سحره لبيد بن الأعصم من اليهود، سحر النبي ﷺ حتى يخيل إليه أنه فعل الشيء في بيته، وهو لم يفعله، لكنه لم يؤثر على عقله، ولا على بلاغه، ورسالته -عليه الصلاة والسلام- إنما أثر شيئًا يسيرًا فيما يتعلق في بيته، وأهله، ونحو ذلك، هذا هو الصواب، وقد ثبت هذا عن النبي ﷺ في أحاديث صحيحة، وأقره أهل العلم، ومن أنكره من بعض الكتاب؛ فقد غلط، وقع، ولكن الله -جل وعلا- رفعه عنه، وأزاله عنه، وأطلعه على أسبابه حتى قضى عليه.