الجواب:
هذا كله لا يجوز، لأن الكهنة يستخدمون الشياطين، حتى في عهد الجاهلية الكاهن له صاحب من الجن يسمى كاهنًا، له رئيًا من الجن، صاحب يأتيه يخبره، جرى في الإحساء كذا، جرى في المدينة كذا، جرى في الشام كذا، جرى في مصر كذا، الشياطين فيما بينهم يتناقلون الأخبار: قتل فلان، مات فلان، حدث انقلاب في المحل الفلاني، حدث كذا، هكذا تتناقل الشياطين، فيظن الجاهل أن هذا الكاهن، أو هذا الرمال يعلم الغيب، وإنما هي الشياطين تذكر له بعض الأخبار، فيتظاهر للناس أنه عنده معلومات، وأن عنده معلومات عن الغيب، وأنه يطلع على كذا، وأنه يطلع على كذا.
وقد يكون يستخدم بعض الشياطين الآخرين الذين لهم قوة، ولهم سلطان من ملوك الشياطين، ورؤسائهم، فيأتون بهذا الشيطان الذي تلبس بالمجنونة، او بالمجنون، أو فعل فيه شيء من الأمور التي يتعاطاها الشياطين، فيقولون له إذا أرضاهم هذا الإنسي، إذا أرضاهم بعبادتهم من دون الله، أو ذبح لهم، أو نذر لهم، أو عبدهم بالسجود، أو بغيره، إذا أرضاهم قد يحضرون الشيطان الذي تحت إمرتهم، فيقولون: إما أن تفعل كذا، وإلا قتلناك، وإلا سجناك، وإلا فعلنا بك، فيدع عمله القبيح من أجل طاعة ساداته من الشياطين، والرؤساء.
فيحذر النفع للإنسان بهذه الطرق الخبيثة الشركية الظاهرة، هذا ليس بعذر، ولا يجوز إتيان هؤلاء أبدًا، ولو قدر أنه انتفع به بعض الناس، فيكون النفع لبعض الناس من طريق الشرك ليس بعذر، فعباد الجن قد ينتفعون بالجن، ولكن ضررهم أعظم، فقد يأتي لهم الجني بأشياء، قد يأتي لهم بدراهم، قد يأتي لهم بطيب يسرقه، قد يأتي لهم بغنم يسرقها، قد يأتي لهم بأشياء، فهذا مقتدر في عبادة الجن، واتخاذهم آلهة مع الله، نسأل الله العافية.
حتى أهل الجاهلية كانت تسلمهم الأصنام، يأتي الشياطين إلى جوف الأصنام، ويكلمون هؤلاء العبدة من دون الله، ويكلفونهم بأشياء، ويخاطبونهم بأشياء، ويقولون جرى كذا وكذا، وربما خاطبوهم بلغة لا يعرفونها، فيغرونهم بالشرك، ويدعونهم إلى الشرك، نسأل الله العافية.