الجواب:
الذين يتقربون إلى أصحاب القبور بالدعاء أو الاستغاثة أو الذبائح مشركون لا تؤكل ذبيحتهم، فالواجب ترك ذبيحتهم والإنكار عليهم، ودعوتهم إلى الله، وتوجيههم إلى الخير لعلهم يهتدون، الله سبحانه وتعالى حرم ذبيحة الكافر، إلا أهل الكتاب وهم اليهود والنصارى إذا ذبحوها لغير آلهتم إذا ذبحوها للحم وذكروا اسم الله عليها.
أما عباد القبور ودعاة الأموات والمستغيثون بالأموات هؤلاء ذبيحتهم حرام، فالواجب الحذر من أكلها مع دعوتهم إلى الله، وإرشادهم وتعليمهم، لعل الله يهديهم بأسبابكم. نعم.
المقدم: جزاكم الله خيرًا وأحسن إليكم تسأل عن علاقة والدتها بأولئك الذين يتقربون للموتى، وبوالدهم الذي ذكرت صفته، ثم تقول: هل يؤثر ذلك على معتقدها؟
الشيخ: على كل حال الواجب عليها الإنكار والتعليم، ولا يضرها إذا أنكرت عليهم وعلمتهم فقد أدت ما عليها، والحمد لله.
المقدم: أما الوالدة فكيف يكون معتقدها؟
الشيخ: عليها تعليمها وإرشادها وتعليم الوالد والاستعانة بأهل الخير، الذين عندهم علم، حتى يساعدوها في دعوته إلى الله والإحسان إليهم، الله قال جل وعلا في حق ولد الكافرين قال: وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا [لقمان:15]، فعليها أن تحسن إليهما وأن ترفق بهما، وأن تخاطبهما بالتي هي أحسن، مع الجد في دعوتهما إلى الخير، والاستعانة بالناس الطيبين في دعوة والديها إلى الخير، من العلماء والأخيار، لعلهما يهتديان. نعم.
المقدم: جزاكم الله خيرًا، وأحسن إليكم إذا كان والدها متوفيًا فكيف يكون تصرفهم حينئذٍ؟
الشيخ: لا يدعون له ولا يستغفرون له، إذا مات على الكفر لا يدعى له ولا يستغفر له؛ لأنه مات على الكفر، قال الله تعالى: مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَنْ يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ وَلَوْ كَانُوا أُوْلِي قُرْبَى [التوبة:113].
فالمقصود أنهم لا يستغفرون لهم، ولا يدعون لهم، ولا يتصدقون عنهم، ما داموا ماتوا على عبادة القبور والاستغاثة بالأموات ونحو ذلك، نسأل الله العافية.
المقدم: جزاكم الله خيرًا وأحسن إليكم.