وَقد أخرجا فِي "الصَّحِيحَيْنِ" عَن خباب بن الأرت قَالَ: شَكَوْنَا إلى رَسُول الله ﷺ وَهُوَ متوسط بردةً لَهُ فِي ظلِّ الْكَعْبَة، فَقُلْنَا: يَا رَسُول الله، ألا تَسْتَنْصِر لنا؟ ألا تَدْعُو لنا؟ فَقَالَ: قد كَانَ مَن قبلكُمْ يُؤْخَذ الرجلُ ...
ج: كان الواجب عليك نصيحتهما وإنكار ما أقدما عليه من المنكر العظيم، وهو: ترك الصلاة؛ عملا بقول الله سبحانه: وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ...
وَكَانَ ﷺ إِذَا أَتَمَّ التَّكْبِيرَ أَخَذَ فِي الْقِرَاءَةِ، فَقَرَأَ فَاتِحَةَ الْكِتَابِ، ثُمَّ قَرَأَ بَعْدَهَا: ق وَالْقُرْآنِ الْمَجِيدِ [ق] فِي إِحْدَى الرَّكْعَتَيْنِ، وَفِي الْأُخْرَى: اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانْشَقَّ الْقَمَرُ [القمر].
وَرُبَّمَا ...
فصلٌ
في أسباب شرح الصُّدور وحصولها على الكمال له ﷺ
فَأَعْظَمُ أَسْبَابِ شَرْحِ الصَّدْرِ: التَّوْحِيدُ، وَعَلَى حَسَبِ كَمَالِهِ وَقُوَّتِهِ وَزِيَادَتِهِ يَكُونُ انْشِرَاحُ صَدْرِ صَاحِبِهِ، قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: أَفَمَنْ شَرَحَ اللَّهُ ...
ج: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، وبعد:
قد دل الكتاب والسنة الصحيحة عن النبي ﷺ على أن الإسلام يهدم ما كان ما قبله، وأن التوبة تهدم ما كان قبلها، قال الله سبحانه: قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ ...
ج: قد بين الله في كتابه العظيم: أنه سبحانه يقبل التوبة من عباده مهما تنوعت ذنوبهم وكثرت، كما قال تعالى: قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ ...
ج: الحمد لله الذي من عليك بالتوبة، وأبشري بالخير، والتوبة تمحو ما قبلها والحمد لله، يقول النبي ﷺ: التوبة تهدم ما كان قبلها ويقول ﷺ: التائب من الذنب كمن لا ذنب له فالتوبة التي حصلت منك يمحو الله بها ما حصل من التقصير فيما مضى في ترك الصلاة.
أما الإكثار ...
مقدمة
قال الحافظ ابن القيم رحمه الله تعالى:
(بسم الله الرحمن الرحيم، ولا حول ولا قوَّة إلا بالله العلي العظيم.
الله المسئول المرجُو الإجابة أن يتولاكم في الدنيا والآخرة، وأن يَسبِغ عليكم نعمَه ظاهرةً وباطنةً، وأن يجعلكم ممن إذا أُنعم عليه شكر، ...
من أجل ذلك، فالمؤمن في قوله وفعله وقلبه حريص على أداء الأوامر كما شرع الله، حريص على ترك النواهي كما شرع الله، ومتى تساهل في شيءٍ من ذلك فهذا من ضعف تعظيم الأمر والنهي، وكلَّما زاد تساهُلًا زاد الضعفُ حتى يقع في المحظور: من ترك واجبٍ، أو فعل محرَّمٍ، ...
قال الحافظ ابن القيم رحمه الله تعالى في فوائد الذكر:
(والله سبحانه وتعالى يقرن بين الحياة والنور، كما في قوله : أَوَمَنْ كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَنْ مَثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ ...
قال الحافظ ابن القيم رحمه الله تعالى في تشبيه الوحي بالنور:
(ثم ضرب سبحانه وتعالى مثلًا ثانيًا، وهو المثل النَّاري، فقال: وَمِمَّا يُوقِدُونَ عَلَيْهِ فِي النَّارِ ابْتِغَاءَ حِلْيَةٍ أَوْ مَتَاعٍ زَبَدٌ مِثْلُهُ [الرعد:17]، وهو الحديد والنحاس ...
المقصود التعاون على البر التقوى، والتواصي بالحق، والله أخبر سبحانه عن عباده الرابحين الناجين السعداء أنهم يتواصون بالحق والصبر، فقال سبحانه: وَالْعَصْرِ إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا ...
فعلينا جميعًا وعلى جميع أهل الأرض -على جميع أهل الأرض من عرب وعجم عليهم- أن يأخذوا بكتاب الله، وأن يتعلموه، وأن يتبصروا فيه، وأن يعملوا به، وعليهم أن يتأسوا برسول الله عليه الصلاة والسلام ويتخذوا سنته، ومن حاد عن ذلك فإلى النار، والمسلمون أولى بذلك، ...
كذلك مسألة الأغاني تميت الغيرة، الاستماع للأغاني في الإذاعة أو في التلفاز أو في المسجلات أو في غير ذلك تميت الغيرة، تضعف القلوب، تميت القلوب، قال الله جل وعلا: وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ [لقمان:6] ...
ولما كان المسلمون الأولون شغلهم الشاغل أن ينصروا دين الله، وأن يعلوا كلمة الله، وأن يظهروا دين الله وهم صُبر عل شظف العيش، وعلى المسكن الرث، والأثاث الرث، وغير ذلك؛ ما طمع فيهم الأعداء، بل جاهدهم أولئك الأخيار، ونشروا دين الله، وأزاحوهم عن كثير من ...