وجدير بنا -أيها الإخوة- أن نهتم بهذا الأمر، وأن يكون العناية بكتاب ربنا تلاوة وتدبرًا وتعقلًا وعمًلا واستفادة، ويكون أيضًا لنا عناية بالتواصي بذلك، لا نكتفي بهذا في أنفسنا بل نتواصى بذلك ونتعاون على البر والتقوى أينما كنا، ننبه الغافل، ونذكر الناسي، ...
وذكر أيضًا من الأسباب التي سلط بها الأعداء مع الأسباب المتقدمة مع الجهل والتقليد الأعمى والجدل بغير حق والتشاغل بالجدل والأشياء التي هي عقيمة في المعنى عما ينبغي وعما يجب، وكذلك المعاصي والمخالفات التي ابتلي بها الكثير من المسلمين، كذلك أيضًا سبب ...
ومجالس العلم والعظة والتذكير هي مجالس الآخرة، هي المجالس التي تحفزك على الإعداد ليوم معادك، اليوم تحتاج فيه إلى مثاقيل الذر من الإيمان والعمل الصالح، سمعتم الآية وهي من أجمع الآيات يقول جل وعلا: فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ [الزلزلة:7]، ...
ويقول عليه الصلاة والسلام في الحديث الصحيح: المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف، وفي كل خير ثم قال: احرص على ما ينفعك، واستعن بالله، احرص على ما ينفعك واستعن بالله ولا تعجزن، فإن أصابك شيء، يعني مما تكره فلا تقل: لو أني فعلت كان كذا وكذا، ...
ومن ذلك العمل بما شرع الله والكف عما حرم الله يقول جل وعلا لآل داود عليه الصلاة والسلام: اعْمَلُوا آلَ دَاوُودَ شُكْرًا [سبأ:13]، ما قال قولوا، قال: اعْمَلُوا فالقول سهل على النفوس، ما أسهل أن تقول: أشكر الله على ذلك، أنا شاكر لله هذا، سهل على اللسان ...
فبين سبحانه أن الشرك لا يغفر لمن مات عليه، من مات يشرك بالله لا يغفر -نعوذ بالله-، لكن من مات على المعاصي فهو تحت مشيئة الله، إذا مات وهو يشرب الخمر ما استحله يعلم أنه حرام يعلم أنها معصية ولكن غلبه الهوى -نعوذ بالله- فشرب الخمر ومات على ذلك فهذا تحت مشيئة ...
وسمعتم ما ذكر الشيخان من أنك -أيها الإنسان- مسؤول عن هذه الجوارح، ويوم القيامة حين تجحد ما اقترفت يختم على لسانك، وتنطق الجوارح بما فعلت، وما قدمت لآخرتك، الْيَوْمَ نَخْتِمُ عَلَى أَفْوَاهِهِمْ وَتُكَلِّمُنَا أَيْدِيهِمْ وَتَشْهَدُ أَرْجُلُهُمْ ...
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والعاقبة للمتقين، والصلاة والسلام على عبده ورسوله، وخيرته من خلقه، وأمينه على وحيه، نبينا وإمامنا وسيدنا محمد بن عبد الله، وعلى آله وأصحابه، ومن سلك سبيله واهتدى بهداه إلى يوم الدين.
أما بعد:
فقد سمعنا ...
وقد سمعتم في كلام المشايخ ما فيه الخير والبركة والتوجيه إلى أسباب النجاة والتحذير من أسباب الهلاك، ومن الواجب التواصي بين المسلمين بأسباب النجاة، والتواصي بمحاربة أسباب الهلاك قال جل وعلا: فَلَمَّا زَاغُوا أَزَاغَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ [الصف:5]، ...
وقد سمعتم شروط التوبة وأن التوبة النصوح التي يمحو الله بها الخطايا لا بد فيها من الندم والإقلاع والعزم الصادق على عدم العودة ورد المظالم إلى أهلها أو استحلالهم منها، هكذا تكون التوبة، فلا بد من هذه الأمور، أولًا: الإقلاع من الذنوب يعني تركها والحذر ...
كما كان الأمر كذلك في عهد سلفنا الصالح الذي لا يخفى على أهل العلم حالهم وشأنهم، وبالأمس القريب الإمام المجدد لمعالم الإسلام في القرن الثاني عشر لما رأى ما رأى من ظهور الجهل العظيم، وتعطيل أحكام الشريعة، وكثرة الشرك في الجزيرة وغيرها، وقلة الدعاة إلى ...
اليوم الآخر يوم عظيم، تنفع فيه مثاقيل الذر، تنفع فيه كل حسنة وإن قلت، فينبغي للمؤمن أن يعد لهذا اليوم، وأن يفرح بما قدم من أعمال صالحة من صلوات وصدقات وصيام وحج وجهاد وذكر لله ، أنواع الذكر والاستغفار وأنواع الدعاء وسائر أنواع الخير، لا يحتقر شيئًا ...
هذه الدنيا دار المشاكل، دار الأكدار، دار الامتحان والبلاء، دار التكليف، دار الشهوات، دار الأكدار والمكذبين من الأعداء، فلا بد من صبر على ما أنت مأمور به، ولا بد من صبر على ما حرم الله عليك، ولا بد من صبر على المصائب التي تكرهها، فإذا قابلت النعم بالصبر ...
ويوم القيامة كما سمعتم في المحاضرة يوم القيامة حين يجمع الله الأولين والآخرين من هذه الأمة يأتي الرب إلى الناس في الموقف يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ [المطففين:6] يأتيهم جل وعلا في صورة لا يعرفونها، ويقول: أنا ربكم، يعني هذه ...
وقد أخبر أنه لو شاء لآتى كل نفس هداها، ولكن حق القول منه ليملأن جهنم والجنة، يملأ هذه وهذه، قال تعالى: وَلَوْ شِئْنَا لَآتَيْنَا كُلَّ نَفْسٍ هُدَاهَا وَلَكِنْ حَقَّ الْقَوْلُ مِنِّي لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ [السجدة:13]، ...