الحمد لله، وصلى الله وسلم على رسول الله، وعلى آله وأصحابه. أما بعد:
فقد سمعنا جميعًا هذه المحاضرة المباركة لفضيلة الشيخ عبد الرحمن بن ريان، وقد أحسن جزاه الله خيرًا وأفاد إخوانه فيما يتعلق باحتفال الموالد، ولا ريب أن ما ذكره في ذلك هو الحق، وأن هذه ...
كذلك ما يتعلق بالبناء على القبور واتخاذ المساجد عليها وتجصيصها عرفتم أنه بدعة، والرسول نهى عن تجصيص القبور، وعن القعود عليها، والبناء عليها، لا يقعد عليها ولا يجلس عليها، ولا توطأ القبور، ولكن يجب أن تصان عن ذلك، ولا يُبْنى عليها المساجد، ولا قباب، ...
فوجب الحذر من البدع كلها في رجب وغير رجب، ولهذا قال النبي عليه الصلاة والسلام في الحديث الصحيح: من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد رواه الشيخان البخاري ومسلم في الصحيحين وغيرهما، ومعنى فهو رد يعني فهو مردود عليه لا يقبل ولا يرتضى، وفي اللفظ ...
ومن ذلك بدع رجب، وقد سمعتم من المشايخ ما يكفي، فإن بدعة صلاة الرغائب في رجب أحدثت بعد النبي ﷺ بنحو أربعمائة، فهو بدعة متأخرة، وأحاديثها كلها باطلة، الأحاديث التي فيها -صلاة الرغائب في رجب أول ليلة من رجب، أول ليلة جمعة من رجب أحاديثها- باطلة موضوعة ...
فعلمنا بذلك أن الواجب على المسلمين في كل مكان وفي كل زمان أن يبحثوا، ويتفقهوا في دين الله، وأن ينظروا ما شرعه الله ورسوله، فيأخذوا به وما لم يشرع لا يبتدعونه، ولا يأتون به من عند أنفسهم، لا في رجب ولا في شعبان، ولا في غير ذلك، بل عليهم الاتباع مثل ما قال ...
وجاء في الأسئلة حلقات الصوفية، وقد سمعتم من الشيخ صالح ما يكفي، حلقات الصوفية وما فيها من أذكارهم التي ابتدعوها وطريقتهم التي ابتدعوها كلها من البدع، كلها ضلال، وهكذا قولهم: الله الله الله، هو هو هو، كله من البدع، كله من المنكرات.
أما الاجتماع في حلقات ...
ومما وقع في الناس أيضًا ما نبه عليه أحد المشايخ من وجود القراءة عند الموتى في المقابر، وهذا أيضًا لا أصل له، وما جاء فيه من الأخبار فهو شيء موضوع لا أساس له، فالقراءة على الموتى في المقابر كل هذا باطل، كذلك القراءة عند دفن الميت، وبعضهم أيضًا أحدث بدعة ...
وكذلك التلقين، إذا فرغ من دفن الميت يلقنه بعد الدفن، يقول: يا فلان ابن فلانة، فإن لم يعرف أمه قال: يا فلان ابن حواء .. إلى آخره، يقول: يا فلان اذكر ما فات من الدنيا، شهادة ألا إله إلا الله، وأن محمدًا رسول الله .. إلى آخره، هذا لا أصل له، هذا أيضًا ما له أصل، ...
ج: لا نعلم دليلا من كتاب الله ولا من سنة رسوله ﷺ ولا من عمل الخلفاء الأربعة ما يدل على جواز فعل ذلك وقد ثبت عن رسول الله ﷺ أنه قال: من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد[1] والذي يقول بمشروعيته مطالب بالدليل. وإنما رفع الصوت بالتأمين في القراءة في الصلاة ...
لا شك أن البدع خطرها عظيم، وأنها قدح في الدين، واستدراك على المشرع، استدراك على الله ورسوله، فخطرها عظيم، ولهذا قال العلماء رحمهم الله: إن البدع فوق الكبائر، وأنها تلي الشرك؛ لأنها قدح في دين الله، ووسيلة للكفر بالله ، فلهذا كانت أحب إلى الشيطان من ...
الحاصل أن هذه الموالد وهذه البدع تفضي إلى شر كبير، وقد يكذبهم علينا وعلى غيرنا، فيقولون: إننا نقول إنه شرك، ونحن نقول: إنه يفضي إلى الشرك، ما نقول أن نفس الاجتماع شرك ولا نقول أن القصيدة بما فيها شرك، ولا نقول أن الاحتفال نفسه شرك، لكن نقول: إنه يفضي وسيلة، ...
وقد كتب الناس في هذا لما حدثت البدعة كتب فيها الناس، وممن كتب فيها أبو العباس ابن تيمية رحمة الله عليه شيخ الإسلام ابن تيمية كتب فيها في اقتضاء الصراط المستقيم، وبين أنها بدعة، وأن فعل الناس لها أو دعواهم محبة الرسول لا يجعلها سنة ولا يبررها، فإن حب ...
ومن البدع ما يعتقده الجاهلية من الناس في صفر، هذا الشهر بعض الجاهلية يتشاءمون من صفر، ويقولون: إنه لا يسافر في صفر، وهذا جهل منهم وضلال وخطأ، فصفر مثل بقية الشهور، وبعضهم يقول: إن في صفر دابة تسمى صفر في البطن تؤذيه وتؤذي الأمعاء يتشاءمون بها في الجاهلية، ...
والخلاصة أن جميع ما يحدثه الناس من قربات يزعمون أنها مناسبات، إما مولد، وإما كذا، وإما كذا، وإما قصة وقعت، أو فتح وقع، أو انتصار على أعداء الله، أو ما أشبه ذلك، فكل هذا يسمى بدعة، وقد وقع في عهد النبي ﷺ يوم بدر يوم عظيم أعز الله فيه الإسلام وأذل فيه الكافرين، ...
ما دام الإيمان قد أكمله الله مادام ديننا قد أكمله الله فما أحدثه الناس هو من الضلالات، يعني في الدين، ما أحدثه الناس مما يتقربون إلى الله ويدعون أنه عبادة لا بد يوزن بالكتاب والسنة، ينظر فيه فإن وجد في القرآن ما يدل عليه أو في السنة وإلا فهو المحدث، فهو ...