الجمعة ٢٥ / جمادى الآخرة / ١٤٤٦
السؤال: في هذا الزمان عظم النفاق، وكثر أهله وتعددت وسائلهم في محاربة الإسلام والمسلمين، فحبذا لو ألقيتم الضوء على خطر النفاق مع بيان أنواعه وذكر صفة أهله وتحذير المسلمين منهم.
الجواب: النفاق خطره عظيم وشرور أهله كثيرة، وقد أوضح الله صفاتهم في كتابه الكريم في سورة البقرة وغيرها، كما أوضح صفاتهم أيضا نبيه ﷺ. قال الله سبحانه في وصفهم في سورة البقرة: وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَمَا هُمْ بِمُؤْمِنِينَ يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَمَا يَخْدَعُونَ إِلا أَنْفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزَادَهُمُ اللَّهُ مَرَضًا وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ [البقرة: 8-10] والآيات بعدها، وقال في سورة النساء: إِنَّ الْمُنَافِقِينَ يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ وَإِذَا قَامُوا إِلَى الصَّلاةِ قَامُوا كُسَالَى يُرَاءُونَ النَّاسَ وَلا يَذْكُرُونَ اللَّهَ إِلا قَلِيلًا مُذَبْذَبِينَ بَيْنَ ذَلِكَ لا إِلَى هَؤُلاءِ وَلا إِلَى هَؤُلاءِ الآية [النساء: 142 - 143]. وذكر عنهم صفات أخرى في سورة التوبة وغيرها. والخلاصة: أنهم يدعون الإسلام ويتخلقون بأخلاق تخالفه وتضر أهله كما بين سبحانه في هذه الآيات وغيرها. والنفاق نوعان: اعتقادي وعملي. وما ذكر الله عن المنافقين في سورة البقرة والنساء من صفات المنافقين: النفاق الاعتقادي الأكبر. وهم بذلك أكفر من اليهود والنصارى وعباد الأوثان لعظم خطرهم وخفاء أمرهم على كثير من الناس، وقد أخبر الله عنهم سبحانه أنهم يوم القيامة في الدرك الأسفل من النار. أما النفاق العملي: فهو التخلق ببعض أخلاقهم الظاهرة مع الإيمان بالله وبرسوله والإيمان باليوم الآخر كالكذب والخيانة والتكاسل عن الصلاة في الجماعة. ومن صفاتهم: ما ثبت في الحديث الصحيح عن النبي ﷺ أنه قال: آية المنافق ثلاث: إذا حدث كذب، وإذا وعد أخلف وإذا اؤتمن خان وقوله ﷺ: أثقل الصلاة على المنافقين: صلاة العشاء، وصلاة الفجر، ولو يعلمون ما فيهما لأتوهما ولو حبوا والآيات والأحاديث في هذا المعنى كثيرة. فالواجب على كل مؤمن ومؤمنة أن يحذر صفاتهم غاية الحذر، ومما يعين على ذلك تدبر ما ذكره الله في كتابه من صفاتهم، وما صحت به السنة عن رسول الله ﷺ في ذلك. والله المسئول أن يوفقنا وجميع المسلمين للفقه في دينه، والثبات عليه، والحذر من كل ما يخالف شرعه، ومن التشبه بأعدائه في أخلاقهم وأعمالهم إنه خير مسئول[1]. مجموع فتاوى ومقالات الشيخ ابن باز (7/ 45).
16/132- الحديث السَّادسَ عشرَ: عن أَبِي موسى الأشعرِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّه ﷺ: منْ صلَّى الْبَرْديْنِ دَخَلَ الْجنَّةَ متفقٌ عَلَيهِ. 17/133- الحديث السَّابِعَ عشَر: عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُول اللَّه ﷺ: إِذَا مرِضَ الْعبْدُ أَوْ سافَر كُتِب لَهُ مَا كانَ يعْملُ مُقِيماً صحيِحاً رواه البخاري. 18/134- [الحديث الثَّامنَ عشَرَ:] عنْ جابرٍ قَالَ: قَالَ رسولُ اللَّه ﷺ: كُلُّ معرُوفٍ صدقَةٌ رواه البخاري، ورواه مسلم مِن رواية حذَيفَةَ . الشيخ: بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله، وصلى الله وسلم على رسول الله، وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه. أما بعد: فهذه الأحاديث فيها الحث والتحريض على الاستكثار من الخير وأنه ينبغي للمؤمن أن يكثر من الخير وأن يحرص على أعمال الخير مهما كانت الله جل وعلا يقول: فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ [الزلزلة:7] فالمؤمن يسعى في طلب الخير والحرص على أعمال الخير دقيقها وجليلها يرجو ثواب الله ويخشى عقابه ، هكذا المؤمن أينما كان يرغب بما عند الله من صلاة وصوم وصدقات وغير ذلك، ومن ذلك صلاة البردين العصر والفجر من صلى البردين دخل الجنة يعني حافظ عليها كما قال تعالى: حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ [البقرة:238]، والصلوات الخمس كلها من حافظ عليها فهي من أسباب دخول الجنة والنجاة من النار كما قال ﷺ: الصلوات الخمس والجمعة إلى الجمعة ورمضان إلى رمضان كفارات لما بينهن إذا اجتنب الكبائر وفي لفظ: ما لم تغش الكبائر فالبردان هما صلاة العصر وصلاة الفجر فينبغي أن يخصا بمزيد عناية الفجر ينام الكثير عنها، والعصر قد يشغل الناس عنها برجوعهم من أعمالهم؛ فالمحافظة عليها والعناية بهما من دلائل كمال الإيمان، والواجب على كل مسلم ومسلمة المحافظة على الصلوات الخمس في أوقاتها، الرجل يؤديها في جماعة والمرأة تؤديها في البيت بكل عناية عملاً بقوله تعالى: حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ [البقرة:238]، وقوله سبحانه: وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَارْكَعُوا مَعَ الرَّاكِعِينَ [البقرة:43]. الحديث الثاني والحديث الثاني: يقول ﷺ: إذا سافر العبد أو مرض كتب الله له ما كان يعمل وهو صحيح مقيم هذا من فضل الله جل وعلا أن العبد إذا سافر وله أعمال في حال الإقامة طيبة كتبها الله له، وهكذا إذا مرض كتب الله له أعماله في الصحة من صلاة ضحى ومن عيادة مريض من صدقات من غير هذا كل شيء عجزه عن المرض أو منعه من السفر فهو اعتاد عليه في حضره وصحته كتب الله له من نفل وفرض من صدقات وتسبيح وتهليل وإتمام صلاة، وغير هذا إذا سافر العبد أو مرض كتب الله له ما كان يعمل وهو صحيح ومقيم، هذا من فضله وجوده وكرمه ، فيكتب الله للعبد صلاة تامة وهو مسافر وما كان يعلمه في صحته من صيام نافلة أو قراءة أو غير هذا كتب الله له ذلك الأجر في حال مرضه وإن كان لم يعمله. الحديث الثالث ويقول ﷺ: كل معروف صدقة كل معروف تفعله مع أخيك صدقة عليك تشميت العاطس رد السلام، البداءة بالسلام، عيادة المريض، اتباع الجنائز، الدلالة على الخير، الشفاعة في الخير، كل معروف ينفع أخاك فهو صدقة تؤجر عليها فلا تحتقر شيئًا من الخيرات كل معروف صدقة يقول الرب جل وعلا: إِنَّ اللَّهَ لا يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ وَإِنْ تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا وَيُؤْتِ مِنْ لَدُنْهُ أَجْرًا عَظِيمًا [النساء:40]، ويقول جل وعلا: وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئًا وَإِنْ كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا وَكَفَى بِنَا حَاسِبِينَ [الأنبياء:47]، فينبغي للمؤمن ألا يحتقر شيئًا من الخير بل يسارع إلى الخيرات ويساهم في كل خير ولو قليل ولو بجهد قليل، الخير ينفعك وإن قل، والشر يضرك وإن قل، واذكر قوله تعالى: فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ [الزلزلة:7-8] وفق الله الجميع. الأسئلة: س: إذا خير أحدهم بين الأذان والإمامة فأيهما خير؟ ج: يختار الذي هو أقوى عليه إن كان يقوى على الإمامة فالإمامة أفضل، وإن كان ما يقوى عليها يختار الأذان؛ لأن الناس يختلفون في هذا إذا كان مؤهلاً للإمامة ومؤهلاً للأذان يختار ما هو الذي يعتقد أو يغلب على ظنه أنه يقوى عليه ويقوم به على الوجه الأكمل. س: وعند الأجر أعظمها أجرًا الأذان أم الإقامة؟ ج: الله أعلم. س: يجوز شد الرحال إلى مسجد قباء؟ ج: لا شد الرحال إلى ثلاثة مساجد بس، ومسجد قباء اللي في المدينة يروح بالسيارة ما يخالف أما يأتي من خارج المدينة فلا، الرسول ﷺ كان يزوره من المدينة راكبًا أو ماشيًا عليه الصلاة والسلام، أما شد الرحل إليه من بلد أخرى لا الثلاثة مساجد.